آيا صوفيا : أردوغان نسخة مزورة عن جده الغازي !!
يستكمل أردوغان مساره على طريق التمثل بالسلاطين في عثمانيته. و يقلد ما فعله جده الغازي ( محمد الفاتح) بجعل متحف آيا صوفيا مسجداً ليصلي فيه المسلمون، مستعيداً ما فعله أحد مؤسسي الخلافة العثمانية من عدوان على كنيسة عمرها 900 سنة بتحويلها إلى مسجد عندما فتح القسطنطينية دون أي إحترام لمشاعر المسيحيين أصحاب هذه الكنيسة. وهذه كانت من أكبر فظائع العثمانيين، الذين تناسوا ما فعله الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عندما وصل إلى كنيسة القيامة، وهو ما وثقته ( العهدة العمرية) كأحد المراجع الناريخية في إحترام الإسلام والمسلمين الحقيقيين للأديان الأخرى وللمسيحيين بشكل خاص.
منذ أكثر من عشر سنوات يعتمد المطالبون بإسترجاع آيا صوفيا على أن توقيع أتاتورك على مرسوم تحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف في العالم 1934، بعد إنهيار الخلافة العثمانية، كان مزوراً. و هذا الإرتكاز على تزوير التوقيع الأتاتوركي، يجعل أتاتورك غير مستهدف بمرسوم أردوغان. بإعتبار أنه لا يلغي مرسومه بل يصحح التزوير المنسوب له..
و لو أردنا أن نقف على حقيقة التزوير فهو ما فعله الغازي ( محمد الفاتح) عندما زور حقيقة الكنيسة بتحويلها إلى مسجد (الأمر الذي استفظعه ونهى عنه الخليفة عمر بن الخطاب مع كنيسة القيامة)، وهذا التزوير العثماني، المنافي للإسلام، والمرفوض من المسلمين، لم يكن أكثر من عدوان على دين آخر بقوة السيف والغزو. إنه التزوير المستند إلى قوة غازية، والقائم على نفي الآخر، حتى لو كان ديناً من عند الله.
وإذا كان محمد الفاتح غازياً يقود قبائل غير متحضرة، فإن أردوغان اليوم يعيش في عصر العلوم والآداب و التكنولوجيا، ولا يجوز أن يتصرف تصرف الغزاة البدائيين، بتزوير الوقائع وتحريف الحقائق. وإذا كان الغازي محمد الفاتح، حول الكنيسة إلى مسجد، بدافع التعصب الديني، فما الذي يمكن أن نسميه تحويل أردوغان لمتحف آيا صوفيا إلى مسجد. متحف يعبر عن تراث إنساني ثقافي إنساني عالمي، فهل يريد أردوغان أن يعلن تعصبه ضد التراث الثقافي الإنساني العالمي؟؟؟ يبدو أن أردوغان يثبت أنه نسخة مزورة عن الغازي محمد الفاتح !!!!
باب الشرق