المحظورات الأدبية والحوار حول المقدس والسياسي والمجتمعي !
خرج المشاركون بندوة المحظورات في الكتابة الأدبية التي أدارها الكاتب الروائي نصر محسن عن مسار الفكرة الأساسية للندوة بالاتجاه إلى المحظورات في المجتمع وآلية التعاطي معها، وقد دفعت هذه الفكرة الكثيرين للمشاركة في الحوار الذي أقامه فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب حول هذا الموضوع الاثنين الماضي.
وقد نبه الكاتب المسرحي والقصصي محمد الحفري إلى المشكلات التي كانت وما زالت مستعصية، فالجنس حاجة أساسية، والدين في أغلب محيطنا، والسياسة ترتبط أحياناً برغيف الخبز، وقد بنى الديني مع السياسي جداراً سميكاً، وأسواراً عالية لن تطولها المحاولات الكتابية مهما كانت جريئة وشجاعة.
وقال الكاتب الحفري إن الديني والسياسي يمتلكان أسلحة فتاكة مقابل إنسانية الكتابة وفنونها وشفافيتها وصدقها، وما تحدثه الكتابة في مجتمعاتنا مهما كانت جريئة هو مجرد قبض الريح.
أما الشاعر السوري محمد عيسى ، فقد تحدث عن المقدس في الدين والجنس والسياسة ، وقال :
في مجتمع كهذا يصبح الرقيب مؤتمتاً. وكذلك الأديب، (رقيب نفسه منه وفيه). وهذه التقنية المسلوكة عبر تاريخنا (السماوي) جعلتنا في حالة استقرار واطمئنان إلى يوم الدين. وهذا ما يطلق عليه من وجهة نظر سياسية بـ: (استتباب الأمن، والاستقرار) بل إن هذا المقدس يتسع ويتمدد في مجتمعاتنا.
وحذر الشاعر عيسى من أنه وعندما يسمح شعب ما لتقاليده أن تترسخ بشدة طوال أجيال عديدة. فإنه لا يعود يستطيع التطور. وجاء في ختام مداخلته :
عندما ننتقد الماضي فإننا لا نغيره، بل نغير المستقبل.
الكاتب عماد نداف ذهب في اتجاه آخر، فتحدث عن آليات الإبداع في سيكولوجيا الإنسان، مشيرا إلى أن المجتمع ومنظومته السياسية والأخلاقية والدينية هو الَّذي يحدد المحظورات ، وفي بلادنا ثمة إشكالية تعود إلى فهم دور المثقف والكاتب، فهل ينبغي أن نخاف منهما؟ لا، ولكن الأثر الاجتماعي عندما يؤدي إلى فوضى يمكن تلافي ما يثير المشكلة. وذكّر الكاتب المذكور بالحالات التي تعرض لها الكتاب في صدامهم مع المحظورات وأورد أسماء نزار قباني وليلى بعلبكي وغادة السمان تعرضوا للحظر وأشار إلى نموذج سابق من تعامل اتحاد الكتاب مع المحظورات من خلال رواية الكاتب خيري الذهبي التي رفضت لأسباب تمس عقائد الناس .
وتوقف كذلك عند المحورات في الإعلام التي تعيق العملية الإعلامية، وتحجب المعلومة عن أصحابها..
وفي نهاية الندوة قدّم السادة: “د.إبراهيم سعيد، د.إبراهيم زعرور، ثريا اليعقوبي، عماد عبيد، بكور عاروب، بلال أحمد، عمر جمعة، صبحي سعيد، أحمد علي هلال، كمال سحيم” مداخلات أغنت موضوع الندوة.