( أبو عبدو الفرنساوي ) ، هل يشكل الحكومة اللبنانية ؟!
مدير المخابرات الخارجية الفرنسية، برنار إيمية، يصل بيروت لإنجاز التشكيلة الحكومية بعدما سمي بـ ( عقدة الثنائي الشيعي ) و تمسكهم بوزارة المال، للإبقاء على توقيعهم كشريك ثالث على مراسيم المال … والكل بات يعرف أن إيميه هو المسؤول عن الملف والمكلف بمتابعة تنفيذ مبادرة ماكرون وأول خطواتها تشكيل حكومة مهمتها وقف الإنهيار و بدء الإصلاح . وبات اللبنانيون بمناسبة ( إيميه) يتذكرون رستم غزالي، أيام الوجود السوري، و صاروا يطلقون على مدير المخابرات الفرنسية لقب ( أبو عبدو الفرنساوي ) في إشارة إلى ما كان يقوم به أبو عبدو رستم من ضغوط لإنجاز أي تشكيلة حكومية. وفي هذا تلميح حاجة الطبقة الحاكمة اللبنانية إلى سيطرة المخابرات غير اللبنانية على الحياة السياسية اللبنانية . فإن كان الغزالي الشقيق الصعب، فإن ( إيميه ) الغريب الناعم هو المنتدب الأطلسي الطامع و صاحب التكليف الأميركي . . . و هكذا صار إستعمال اللبنانيين لإسم ( أبو عبدو الفرنساوي ) تعبيراً عن خيبة شعبية من الطبقة السياسية، التي بفسادها سرقت البلد وحرقته وفجرته و جعلت المنتدب الفرنسي الأطلسي أملاً منقذاً تؤول إليه أمور البلد و الشعب …
برنار إيميه يعرف تفاصيل الكيمياء اللبنانية، و خبر فيزيولوجيا الحياة السياسية الإجتماعية اللبنانية، أثناء عمله كسفير لبلاده في بيروت . و يبدو أنه بحكم منصبه كمسؤول عن المخابرات الخارجية ، هو صاحب فكرة توجه فرنسا لمساعدة لبنان كمدخل لإستعادة الحضور الفرنسي في شرق المتوسط الذي بات عرضة لسيطرة الأتراك والروس بكل ما فيه من موقع إستراتيجي هام لعمليات نقل النفط والغاز، ومن مكامن هذه الثروة التي ستكون مفتاحاً في تشكيل المنطقة الجديد بعد تدميرها بالإرهاب والربيع العربي, والنهوض العثماني الجديد , و إستعادة روسيا عظمتها ودورها الدولي . وهكذا فإن ( أبو عبدو الفرنساوي ) بات إسم الشيفرة الفرنسي العامل بالتنسيق مع أميركا للسيطرة الأطلسية على المنطقة العربية شرق المتوسط …
رغم ذلك، و بسبب الحالة الكارثية التي أنتجتها الطبقة السياسية اللبنانية، فإن اللبنانيين باتوا مضطرين لقبول الشيطان إن كان سيوقف إنهيار بلدهم، ويضعهم على بداية الطريق المنقذ . و هذا الدرس الذي يغطي المنطقة العربية المشرقية ، حيث يدفع الحكام أوطانهم إلى الدمار و الإنفجار والإنهيار، وإنسداد الأفق بحيث تضطر ملائكة الشعب للإستجارة بالشيطان، حتى لو كان أطلسياً .. و في الإسم اللبناني ( أبو عبدو الفرنساوي ) الكثير من المعاني .
باب الشرق