لبنان أمام الفُرصة الأخيرة خلال الساعات المُقبلة مع دخول المُبادرة الفرنسية العناية المشدّدة.. “رايحيين على جهنّم” جواب للرئيس اللبناني ميشيل عون يُثير جدلاً وجنبلاط يرد لا يحق لرئيس الجمهوريّة قول ذلك وإيران ومن يُمثّلها يُعطّلون الفرصة الأخيرة

 

أثار رد رئيس الجمهورية اللبنانية “ميشيل عون” على سؤال خلال مؤتمره الصحفي في بيروت أمس حول احتمال عدم النجاح في تشكيل الحكومة بقوله “رايحيين على جهنم” ردود فعل وجدل في لبنان بين من اعتبر ان هذا الكلام لا يجب أن يصدر عن رئيس جمهورية وبين من رأى أن الرئيس عون كان صريحا مع الشعب اللبناني لأن الفشل في تشكيل الحكومة سوف يفتح البلاد على ازمات كبيرة. ومن الواضح بغض النظر عن الاعتراض والتاييد ان كلام رئيس الجهورية يعكس المازق الكبير الذي وصل إليه لبنان.

وأكّد عون خلال مؤتمر صحفي عقده في القصر الجمهوري أمس، أن “الدستور لا ينص على تخصيص أي وزارة لأي طائفة من الطوائف أو لأي فريق من الأفرقاء.

واقترح عون، “إلغاء التوزيع الطائفي للوزارات التي سميت بالسيادية وعدم تخصيصها لطوائف محددة بل جعلها متاحة لكل الطوائف، فتكون القدرة على الإنجاز وليس الانتماء الطائفي هي المعيار في اختيار الوزراء”.

وتتركّز عقدة تشكيل الحكومة على وزارة المالية التي يطالب بها الثنائي الشيعي “أمل وحزب الله ” بإصرار  خاصة بعد العقوبات الأمريكية على وزير المال السابق علي حسن خليل “أمل”.

لكن بالمقابل يبدو التركيز في لبنان على هذه العقدة وتصويرها بأنها الوحيدة التي تقف في وجه مسار تشكيل الحكومة أمر غير واقعي ويخضع للتسييس لتحميل حزب الله تحديدا مسؤولية تعطيل التشكيل وإفشال المبادرة الفرنسية. وهو ما ذهب إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس في معرض حديثه التلفزيوني حول تعثّر تشكيل الحكومة وتعليقه على كلام رئيس الجمهورية.

وقال جنبلاط “لا يحقّ لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يقول إننا ذاهبون الى جهنّم” وأضاف اليوم هناك معادلة جديدة، فإيران وأميركا يتخاصمان على أرض لبنان، وعندما تهب العاصفة هناك طريقتان، إما المواجهة والاقتلاع من الأرض، أو الميل مع العاصفة”.

وكشف جنبلاط عن محادثة جرت بينه وبين الرئيس سعد الحريري من باريس، لافتا إلى أنها “لم تكن إيجابية وانتهى الموضوع”، مضيفا: “تواصلت مع الرئيس نبيه بري وشرح لي أن الموضوع ليس عرفا، وقال لي إنّ هناك ضغطاً عليه بالنسبة لإبقاء وزارة الماليّة مع الطائفة الشيعيّة.، و لذلك أنا ضد تطاحن الكبار”.

واعتبر أن “لا أميركا ولا إيران تريدان حكومة قبل أن يضيف أن إيران وعبر ممثلي إيران يعطّلون البلد في آخر فرصة في إشارة من حنبلاط إلى حزب الله.

ووفق ذلك تكون المبادرة الفرنسية دخلت غرفة العناية المركزة مع كسر الخلافات اللبنانية المهل الزمنية التي حددها الرئيس الفرنسي والتي بدت صارمة لجهة السرعة في تشكيل الحكومة لكنها بذات الوقت اعتمدت على الضغط من بعيد دون الدخول في آليات تفكيك العقد، بالإضافة إلى تدخل أمريكي عكّر مسار المبادرة في ظل تصعيد متنامي في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران.

ورغم المشهد القاتم الذي خيّم على لبنان خلال الساعات الماضية إلا أن الاتصالات السياسية لم تنقطع لإيجاد حل لمعضلة حقيبة المال التي يُصر عليها الثنائي الشيعي وتبدو الساعات المقبلة بمثابة مفترق طرق بين دخول لبنان المجهول أو نجاح اتصالات الفرصة الأخيرة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى