بين إيميه وأمين معلوف ماكرون يقلد فيروز وساماً، ويلبس سياسيي لبنان العار والخيانة الجماعية

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

قبل زيارته إلى بيروت في الأول من إيلول، أستمع ماكرون إلى نوعين من النصح أو الإستشارة . الأولى من مدير المخابرات الفرنسية الخارجية ، برنار إيميه، الذي أعد له الملف السياسي الإقتصادي . أما الإستشارة الثانية، فكانت – كما قال حسن حمادة – من الأديب اللبناني العالمي، أمين معلوف، الذي نصحه بجعل زيارته لفيروز في بيت الرحابنة، بالرابية، فاتحة زيارته إلى بيروت، وبوابة طرح مبادرته . و بعد شهر من زيارة ماكرون السؤال المطروح، ماذا بقي، أو ما الذي نجح من مبادرته تجاه لبنان ؟؟؟

إذا كان إيميه، و بفعل عمله كسفير لبلاده في لبنان، يعرف فيزيولوجيا الحياة السياسية اللبنانية، وهو بفعل عمله الحالي كمدير للمخابرات، فهو على إطلاع على بلاوي وإرتكابات السياسيين اللبنانيين . إذا كانت ذخيرة إيميه التي شكلت أساس  بناء خطته، مبنية على معرفته لبلاوي السياسيين وفسادهم، فإن أمين معلوف، وبحكم إستغراقه في البحث في أصول لبنان الإنسانية و الثقافية والحضارية ، فإنه يعرف جيداً حقيقة الروح اللبنانية، التي يشكل الإبداع والتجاوز من أسس هويته الحضارية، ولا بد أن ماكرون اليوم، وهو يراجع أصداء ونتائج مبادرته في لبنان، سيجد أن ما اقترحه عليه أمين معلوف بزيارة فيروز أولاً، قد نجح نجاحاً باهراً، لأنه جعل ماكرون، الذي قال لفيروز في بداية زيارته ( يشرفني أن أبدأ زيارتي لبيروت، بالحج إلى هذا البيت المبدع ) يتزود من هذه الزيارة لهذا البيت بطاقة من الشعب اللبناني المبدع، عبر ممثلة إبداعه العالي فيروز . و ربما هذا ما يجعل ماكرون يصر على متابعة مبادرته رغم ( الخيانة الجماعية )  التي ارتكبها السياسيون اللبنانيون جميعاً تجاه بلدهم . وهكذا فإن ما اقترحه أمين معلوف على ماكرون، لم يشكل عنصر حياة مستدامة لمبادرته وتمسكه بمساعدة لبنان، بل شكل قبل كل شئ البرهان العملي , على أن من يمثل لبنان الحقيقي ليس هؤلاء السياسيين المولودين بمعظمهم من شبيحة الحرب الأهلية ، بل الإبداع الحي والباقي والذي يشكل روح الشعب اللبناني ..ربما لكل ذلك، قلد ماكرون فيروز وساماً، بينما ألبس السياسيين اللبنانييين العار والخيانة.

حتى الآن لم تنجح حنكة إيميه مع فساد سياسيي لبنان، وهذا ما جعل عار الطبقة السياسية اللبنانية، فضيحة في تاريخ الدولة اللبنانية . وحتى تستمر رؤية المفكر أمين معلوف، تقدم الروح الإبداعية للشعب اللبناني كأساس لإعادة بناء الدولة اللبنانية بعيداً عن طائفية الحكم و طائفية المصالح، وطائفية السياسة، وطائفية التدمير الذاتي .

يبدو أن ماكرون تأكد أن إنعاش القوى الإبداعية الوطنية لدى الشعب هي الحل. ولكن احتراماً للواقع وفعالياته، فإنه سيقبل بإتاحة الفرصة للسياسيين بالواقع أمام تشكيل ( حكومة مهمة ) تفتح باب الإنقاذ تمهيداً لطريق الإصلاح . . . ويبدو أن ماكرون، بناء على ما قاله في مؤتمره الصحفي الإتهامي، أنه إذا لم ينجح السياسيون بالتراجع خطوة عن فسادهم، فإن إجتماع النواة الصلبة لداعمي لبنان، سيبحث أولاً نتائج تحقيق إنفجار المرفأ، وسيتهم ويحاسب المسؤلين عن هذا الإنفجارمما يشير إلى النية على محاسبة قاسية للسياسيين المسؤولين . وهذا ما يجب على جميع السياسيين اللبنانيين أن يفهموه وأن يستعدوا له ولعواقبه عليهم وعلى شركائهم .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى