اتفاقات إسطنبول تستفزّ القاهرة: ضغط مضاعف على «الغزّيين»

 

مع الخطوات الجديدة على طريق المصالحة الفلسطينية، والتي أفرزها اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الشهر الماضي بين بيروت ورام الله، ومن ثمّ اللقاء الأخير بين حركتَي «حماس» و«فتح» في إسطنبول، تزيد القاهرة ضغوطها على غزة و«حماس»، الأمر الذي ترجمته الأجهزة الأمنية المصرية باعتقال عدد من العناصر المقرّبين من الحركة أثناء سفرهم الأسبوع الماضي، بالتزامن مع قتل الجيش المصري صيادَين فلسطينيَين دخلا خطأً إلى المياه المصرية من دون تحذير، في فاجعة سبقتها حوادث شبيهة لم تكلّف فيها مصر خاطرها ببيان اعتذار أو توضيح.

وعلمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، أن 14 فلسطينياً اعتُقلوا قبل أيام أثناء سفرهم من القطاع وإليه، جزء منهم خلال عودتهم من تركيا ولبنان بعد رحلة علاج، وآخرون عقب دخولهم الأراضي المصرية حين فُتح «معبر رفح» استثنائياً لثلاثة أيام الأسبوع الماضي. وتكشف المصادر أن الأجهزة المصرية حَقّقت مع جميع المسافرين الذين يعملون في وزارة الداخلية في غزة، وأوقفت عدداً منهم، إلى جانب آخرين تظنّ أنهم ينتمون إلى الفصائل. وعلى الأثر، أجرت «حماس»، وفق المصادر، «اتصالات مكثّفة» مع جهاز «المخابرات العامة» لمعرفة مصير المعتقلين الجدد وإنهاء ملفاتهم، فيما ردّ الأخير بأنه يبحث الأمر، خاصة أن هناك تنسيقاً مسبقاً بين الطرفين حول سفر كوادر الحركة عبر القاهرة.

وتأتي هذه الضغوط المصرية بعد ابتعاد كلّ من «حماس» و«فتح» عن القاهرة في ملفّ المصالحة، واتفاقهما على الانتخابات التشريعية والرئاسية و«المجلس الوطني لمنظمة التحرير» في تركيا الأسبوع الماضي، وهو ما نظرت إليه السلطات المصرية على أنه «تجاوز لدورها التاريخي في القضية الفلسطينية» لمصلحة أنقرة. ومع أن الحركتين اتفقتا على إرسال وفدين إلى القاهرة لتوضيح ما تمّ التوصل إليه من تفاهمات، إلا أن السلطات المصرية سمحت بزيارة وفد من «فتح» التقى وزيرَي الخارجية والمخابرات، سامح شكري وعباس كامل، قبل أيام، من دون أن تردّ على «حماس» في شأن زيارة وفد منها.

في المقابل، حاولت السلطات المصرية امتصاص الغضب الفلسطيني بعد قتل الصيادَين، يإعادة جثتَيهما والإفراج عن 32 فلسطينياً اعتقلتهم في أوقات متفاوتة (بعضهم اعتقلوا خلال دراستهم في الجامعات المصرية)، لكنها عاودت عمليات الاعتقال بالتزامن مع عودة الهجوم الإعلامي المصري على «حماس» على خلفية علاقتها بقطر وتركيا، إذ اتّهم عدد من الصحف والقنوات، الحركة، بـ«التدخل في الشأن المصري». على رغم ما سبق، بدا أن «حماس» تحاول امتصاص الغضب المصري، وتجنّب التصعيد إعلامياً على خلفية انتهاكات الأمن. لكن مصادر «حمساوية» قالت، لـ«الأخبار»، إن تيار القيادي المفصول من «فتح»، محمد دحلان، يحاول تأليب المصريين على الحركة، خاصة بعد الاتفاق الأخير مع «فتح»، والذي قد ينهي أيّ دور مستقبلي لدحلان.

إلى ذلك، نجحت قيادة «الجهاد الإسلامي»، الأسبوع الماضي، في التوسّط مع السلطات المصرية للإفراج عن الفلسطيني عبد الرحيم المملوك الذي اعتُقل في تموز/ يوليو 2019 خلال عودته من دمشق حيث كان يدرس، وجرى ترحيله إلى دمشق مجدداً.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى