ممارسات الشرطة بين مظاهرات فرنسية و دراما بريطانية !

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

قبل إشتعال المظاهرات في المدن الفرنسية بسبب قانون جديد يحمي اعتداءات الشرطة على حرية الناس، انتهى تلفزيون بريطاني مهم ( آي. تي في ) من عرض دراما تلفزيونية من حلقتين تقدم فيها مفوضة شرطة تفضح تقصير الشرطة في حماية فتاة ضعيفة وتعوضها بجلب الذين اعتدوا عليها إلى العدالة.

وهكذا فإن أعمال الشرطة في حماية حياة المواطنين وحريتهم وكرامتهم مازالت موضوعاً يشغل حتى المجتمعات المتقدمة . والتدافع مستمر بين المجتمع والشرطة سواء عبر القانون (كما يحدث في فرنسا ) أو عبر الأعمال الفنية الدرامية الجماهيرية كما في دراما تلفزيون (آي. تي في ) .. وإذا كان دور الشرطة في المجتمعات الحديثة هو حماية المواطنين من جهة، و جلب المجرمين إلى العدالة لينالوا القصاص العادل، وبذلك تحفظ الشرطة أمن وإستقرار المجتمعات، فإن الشرطة إذا تعالت على الضعفاء وأهملتهم بسلطتها، فإنها تخون واجبها . و إن تجرأت واعتدت على المواطنين دفاعاً عن سلطات وأوضاع حاكمة فإنها تتجاوز الخيانة إلى الجريمة الموصوفة والتي تستحق العقاب .

مظاهرات المدن الفرنسية تحتج على قانون ( الأمن الشامل ) الذي يحمي الشرطة و يتيح لهم المجال لقمع أي تحرك للتعبير عن المطالب. أي أنه قانون ضد حرية التعبير، والحرية الإعلامية ، لأنه يمكن الشرطة من ممارسة قمعها دون أن يحق أو يتاح للمواطنين إنتقادها أو التشهير بها و بقمعها تمهيداً لمحاسبتها .

كذلك فإن الدراما البريطانية ، التي عرضها تلفزيون ( آي . تي في )، وعنوانها ( شرف ) تروي قصة مفوضة الشرطة ( كارولين غوود ) مع قضية فتاة كردية بريطانية من أصل عراقي مفقودة منذ أسابيع . وعبر التحقيق تكتشف كارولين أن الفتاة ( باناز) لجأت إلى الشرطة لتحميها من قسوة وظلافة زوجها وأهلها أكثر من أربع مرات ، و لم تجد في الشرطة أي نصير، و لم تتلق منهم أي حماية. وتعتبر المفوضة كارولين أن الشرطة خذلت ( باناز) الفتاة الضعيفة أكثر من أربع مرات .. يتضح في التحقيق أن أهل الفتاة القادمين من بيئة مغلقة متعصبة قاموا بقتل ابنتهم لأنها أحبت شاباً دون موافقتهم . .  المهم تظل كارولين تسعى. تحكم المحكمة على والد وعم الفتاة اللذين قادا عملية القتل ، و تسافر إلى العراق لتجلب الشابان اللذان ساعدا في إرتكاب الجريمة … و لأن الدراما مأخوذة عن قصة حقيقية فإن المفوضة كارولين غوود نالت ميدالية الملكة للشرطة لأنها أنصفت الفتاة القتيلة وجلبت قتلتها إلى العدالة، حتى لو هربوا إلى آخر الدنيا على حد تعبير كارولين . كما أن هذه المفوضة كشفت خطورة إهمال الشرطة لواجبها وعدم قيامها بواجبها في حماية أمثال الفتاة من المستضعفين…

تزامن إنتهاء عرض دراما (شرف) بمعالجته لمفهوم الشرطة، ولخطورة خروج عناصر الأمن عن مسؤوليتهم، أو إهمالهم لواجبهم، مع إنطلاق مظاهرات فرنسا ضد القانون الجديد الذي يتيح للشرطة التعدي على المواطنين دون تمكين المواطنين من التعبير عن مظالمهم وفضح ممارسات الشرطة غير القانونية .. يعكس هذا التزامن مدى أهمية ضبط دور الشرطة و العناصر الأمنية لإبقائها محصورة في حماية المواطنين وخاصة الضعفاء، وجلب المجرمين إلى العدالة مع خضوعهم للمحاسبة و القصاص ، سواء أكان ذلك على تقصيرهم أو إهمالهم أوعلى إعتداءاتهم على الناس وحقوقهم وحرياتهم .

الدراما والقانون وجهان هامان من وجوه الإجتماع الإنساني للتعبيرعن الحياة الإنسانية، وعن حمايتها وصيانتها . . وما مظاهرات فرنسا مع دراما ( شرف) إلا تعبيرات واضحة حول موضوع الأمن و الشرطة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى