تركيا تسحب قواتها من مناطق تحت سيطرة النظام السوري
قال مصدر تركي اليوم الجمعة إن تركيا أخلت سبعة مواقع مراقبة عسكرية في شمال غرب سوريا وسحبت قواتها من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية إلى المناطق التي يسيطر عليها مسلحون ومقاتلون مدعومون من أنقرة.
وأقامت تركيا عشرات المواقع العسكرية في المنطقة في عام 2018 في إطار اتفاق لم يكتب له الاستمرار توصلت إليه مع روسيا وإيران لتهدئة القتال بين القوات الحكومية السورية والمعارضة. وتدعم أنقرة القوات التي تقاتل بشار الأسد بينما تدعم موسكو وطهران الرئيس السوري.
وحاصرت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا عدة مواقع عسكرية تركية العام الماضي. وتعهدت تركيا في ذلك الوقت بالحفاظ على وجودها هناك لكنها بدأت الانسحاب في أكتوبر/تشرين الأول.
وبموجب اتفاق أبرمته مع روسيا في أيلول/سبتمبر 2018 في سوتشي، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في محافظة إدلب ومحيطها، طوقت قوات النظام السوري عدداً منها خلال هجومين شنتهما ضد الفصائل الجهادية والمقاتلة في المنطقة قبل اشهر.
وفي أكتوبر/تشرين الاول انسحبت القوات التركية من أكبر تلك النقاط وهي تقع في بلدة مورك في ريف حماة الشمالي المحاذي لجنوب إدلب، وقد طوقتها قوات النظام بالكامل في آب/أغسطس 2019.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن آخر عمليات الإجلاء اكتملت مساء أمس الخميس، وإن القوات أعيد نشرها داخل الأراضي التي تسيطر عليها القوات المدعومة من أنقرة بموجب تفاهم تم التوصل إليه مع روسيا.
وقال المصدر “الأمر ليس في شكل سحب للقوات أو تقليص أعدادها. الوضع يتعلق فقط بتغيير الموقع”.
ويقول مسلحون سوريون إن لتركيا ما يتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف جندي في شمال غرب سوريا إلى جانب مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم والمتشددين الذين التزموا بنزع سلاحهم واحتوائهم.
وإثر هجوم واسع لقوات النظام بدعم روسي العام الحالي، باتت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً تسيطر على نحو نصف مساحة إدلب وأجزاء من أرياف حلب واللاذقية وحماة المجاورة.
وترفض عديد المكونات السورية بقاء القوات التركية في شمال سوريا خاصة وان تلك القوات متهمة بارتكاب جرائم بحق المكون الكردي ودعم التنظيمات المتشددة.
وتتعرض القوات التركية في سوريا ضغوطا داخلية وخارجية لدفعها الى الانسحاب من مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرفض كل تلك الدعوات.
وكانت الجامعة العربية قد ادانت قبل اشهر التدخلات التركية في عدد من الساحات العربية بما فيها الساحة السورية.
ويسري منذ السادس من آذار/مارس وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لدمشق وأنقرة الداعمة للفصائل، وأعقب الهجوم الذي دفع بنحو مليون شخص الى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
ولا يزال وقف اطلاق النار صامداً الى حد كبير، رغم خروقات متكررة.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ميدل إيست أونلاين