الدكتور مهدي دخل الله يسأل ماذا بعد ؟ الجواب عندكم !

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

حدد الدكتور مهدي دخل الله خمس توجهات في العالم اليوم ، هي بمثابة سمات العصر الذي نعيش فيه، وقد مهد في رؤيته العميقة هذه التي بناها على معطيات تتعلق بالسياسة الأمريكية في القرن الماضي والحالي ، ليصل إلى المحطة الأخيرة المتعلقة بسورية.

والدكتور دخل الله  هو عضو القيادة المركزية في حزب البعث، وشغل أكثر من موقع مهم وزاري ودبلوماسي، وخاصة منصبه كوزير للإعلام في مرحلة حاسمة من تاريخ سورية، واتسم أداؤه بالجرأة ، ولخص في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي في أبي رمانة بدمشق هذه السمات على النحو التالي: تراجع العقائدية في العالم، وسيطرة الشركات المتعددة الجنسية، وهيمنة  وسائل التواصل ، والسيبرانية، والتوجه القوي نحو التبرير بدلا عن التبحير (من بر وبحر) في السيطرة الاقتصادية على العالم .

وقد بنى الدكتور دخل الله على هذه العناوين سردية سياسية طويلة من المعطيات أشار فيها إلى موقع الولايات المتحدة اليوم وهي الأكبر والأقوى وسخر من حديث المحللين بالقول بقرب انهيار أميركا. موضحاً أن الصراع الحقيقي الجاري في الولايات المتحدة والذي مثله ترامب وبايدن هو صراع بين الليبرالية والليبرالية الجديدة، وأن مشكلة ترامب الذي يمثل الليبرالية الجديدة أنه حاول تخليص الحزب الجمهوري من قوة المحافظين الجدد ، وقد رفضت قوى العولمة ترامب وسياسته. وأشار إلى أن الليبيرالية القديمة تحترم القيم بينما لاتحترمها الليبرالية الجديدة، وأن أوروبا كانت أهم معارض لسياسة ترامب.

والدكتور دخل الله رأى أنه بهذه التطورات عاد حكم العولمة ، ولو برئيس ضعيف (بايدن) الذي وصفه بأنه الجناح المتطرف بعهد أوباما ، وكان مع ضرب دمشق وإنهاء النظام السياسي فيها. ونبه إلى أن (الطاقم الأوبامي) عاد إلى السلطة .

وفي ملاحظة هامة قال دخل الله : المحللون عندنا لايفرقون بين الطرفين، بينما ينبغي أن نفرق ، فالمشكلة في طريقة تفكير كل طرف منهما. وعاد إلى التاريخ، والمفاصل الأساسية في الحروب العالمية والمحلية والحروب التي جرت في منطقتنا، فشرح كيف صنع الديمقراطيون الحروب، وكيف أطفأها الجمهوريون، كل من موقعه ورؤيته في السيطرة العالمية.

ففي كل مرحلة يحصل فيها منعطف عالمي يحتاج هذا المنعطف إلى مستشفى، في منعطف الحرب العالمية الثانية وبيرل هابر (كانت اليابان فضربت بالنووي)، وفي الخمسينات كانت كوريا فقسمت ، وكذلك حصل في العراق ، ونبه دخل الله إلى أن المستشفى الآن هي سورية، فعند أول فيتو روسي لصالح سورية، بدأ النظام العالمي الجديد، وعندها مات النظام القطبي الواحد الذي كان سائدا ، مات في المستشفى السورية. وفي إشارة مخفية إلى تقسيم سورية استدرك بأن النظام العالمي الجديد ولد في سورية ، ولم ينهر النظام فيها ، ولا الدولة، والنظام ظل سيادياً.

وفي سورية ، كما يرى هذا المسؤول الحزبي السوري، يهمنا أمرين : (القوة العظمى)، ( نحن في المحرق) . وأمريكا على قناعة بأن قوة النظام في سورية تأتي من أنه يمثل الشعب السوري العادي، وهذا الشعب يعادي أميركا تاريخيا، ولذلك تريد السياسة الأمريكية أن تتخلص من هذا النظام لأنه (شعبي). والمطروح الآن ليس إسقاط النظام، لأن ذلك يستحيل لأن شعبه معه، وإنما المطروح ضرب إيران في سورية، وهناك ضغوط في هذا الاتجاه، فبايدن لن يرفع إسقاط النظام، بل سيطرح طرد إيران وسيطلب دعم مفاوضات اللجنة الدستورية ، والهدف تقوية الدور الأمريكي في سورية واستثمار معطيات الحرب.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى