“اسمح لي بداية” وسرديات البعد الرابع

 

تنتمي المجموعة القصصية الجديدة “اسمح لي بداية” للكاتبة الصحفية منال الأخرس التي صدرت 2020 لسرديات البعد الرابع، وهي المجموعة الرابعة للكاتبة التي صدر لها من قبل المجموعات:  “يصادرون الشمس” و”الحب الصناعي” و”سيدة الجبن” وكلها نشر ورقي. وهناك مجموعات نشر رقمي وهي: مشاعر غير متاحة، وبلا أسف، الأواني الزجاجية، على الحافة، وديوان أحزان برتقالية.

تقول منال الأخرس: البعد الرابع نظرية تستوعب النص وتخرج به لحيز جديد ثري بالدلالات، وهو بمثابة نظرية التحرر من كافة القيود، فالإبداع لا يعترف بتلك القيود، نحو العالمية أكثر يتجه النص الإنسانيّ، وهذا هو الوجه الأخر للعالمية، تلك النظرية الجديدة طفرة أدبية عالمية ترسخ لقيمة الرمز الذي لا يعترف بقيد الجغرافيا مكانيا أو زمانيا أو ثقافيا أو فكريا، النص الأدبي في طريقه لكل قاريء بلا وسيط. فقط القاريء هو المسؤل عن كل ما يمنحه النص من تفاسير ومدلولات تتسم بالمرونة المتشعبة لاستيعاب المزيد من الثقافات والمراحل الزمنية والمكانية .

والمجموعة القصصية الجديدة لمنال الأخرس، تجسيد لمدرسة البعد الرابع في عالم السرد القصصيّ، عندما يكون القاريء شريكا في بناء النص ومكملا للحدث على اختلاف الثقافات وتنوع التناول وتحمل النص لأكثر من رؤية وأكثر من مغزى.

مع نظرية البعد الرابع انتهى عصر النص الأوحد في المدلول إلى آفاق أرحب في التفسير، فالرمز مفتاح العبور ليس إلى ما يقصده المبدع بل لما يطرحه القارئ من فكر ورؤى تختلف ثقافيا وزمانيا من شخص لآخر ومن مرحلة لأخرى.

وتضيف الكاتبة لم يعد مقياس نجاح الكاتب في نقل الحدث للقاريء هو مفتاح الإبداع، بل إن هناك مقياسا جديدا، هو نجاح الكاتب في نقل القاريء للحدث وللحظة الشعورية للمبدع مرورا لمقياس إشراك المتلقي في البحث عن حلول ونهايات للعقدة حتى يتم الوصول للبعد الرابع، وهو إدخال المتلقي ليكون جزءا من من الأحداث تفاعلا وعنصرا للسياق والتفاصيل.

 

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى