أبنائي الأعزاء
للأسف فقد تزامن ربيع عمركم مع خريف الوطن ..أنتم الأقرب إلى قلبي ولو بعد أحدكم عن عيني .. أنتم جمال الدنيا ونظر عيني وفلذة كبدي وسويداء قلبي …إن أجمل وأرقّ وأروع ما تملكون هم أخوتكم وأخواتكم ولا يمكن أن يعوضوا أبداً…
استمعوا إلى كلماتي جيداً :
إخوتي وأخواتي هم أبناء أبي وأمي ، عشنا معهم زمناً جميلاً قبل مجيئكم فلا تقتلوا حبنا لهم ، الأخ يبقى أخاً والأخت تبقى أختاً فبوصلهم تعود المياه إلى مجاريها ويسعد الجميع تقرباً وطاعة لله وابتغاء لمحبته ومرضاته …لا بديل عن الأخ والأخت ، فالأخوة رابطة وحب فطري وعبادة …من أين يأتي الانسان بأب وأم حتى يأتينا بأخ وأخت ؟!!
أوصيكم وصية جدكم رحه الله وهي : “تحابوا حتى أرضى عليكم في قبري” ..لا أحد يسيء الأدب مع إخوتي وأخواتي بعد رحيلي وإن بدا ذلك منهم فلا تتأثروا بكلامهم أو موقفهم الخاطئ ..لا تسمحوا للشيطان أن يدخل بينكم ، فمن سعى إلى قطيعة رحم قطع الله البركة عنه ..كونوا كالورود الجميلة التي تعطر حياتنا بتقديركم لهم لتبقى جذور العائلة ثابتة وقوية …
لا تقطعوا حبل الودّ والتواصل معهم ، ابقوا عليه متيناً وممدوداً وقوياً لترضوا الله تعالى وليرضى الله عليكم…
لا تستمعوا لمن عميت بصيرتهم ..تواصلوا مع بعضكم .. وفقكم الله وحماكم ورضي عنكم ..
ما زال لدي ما أقوله لكم …