أحمد السقّا: لا أحد يجاريني في «الأكشن»
بعد الانتهاء من تصوير الجزء الأول لفيلم «الجزيرة»، ترك صنّاعه النهاية مفتوحة، إيذاناً بجزء ثانٍ، بعدما فاق نجاح العمل كل التوقعات. يتناول الجزء الثاني ما شهدته مصر بين «25 يناير» و«30 يونيو». انتظر بطل الشريط أحمد السقّا صدوره، كطالب ينتظر نتيجة الثانويّة العامّة، كما يقول لـ«السفير». «على الرغم من أنني أعمل ممثلاً منذ العام 1997، إلا أنني ما زلت أشعر بالخوف قبل كلّ عمل، لأن مجالنا ليس له قمّة يستطيع النجم الوقوف عليها وهو مطمئن. وأنا في حالة انتظار وترقب وقلق دوماً».
خوف الممثل المصري لم يكن في مكانه، إذ تمكّن «الجزيرة 2» من تحقيق عائدات ضخمة، كاسراً بذلك قاعدة تفوّق أفلام «السبكي» التي سادت لسنوات موسم العيد. حتى أنّ الشوارع المحيطة ببعض دور عرض الفيلم، كانت تغلق أحياناً، بسبب تدافع الراغبين بالحصول على تذكرة دخول. يعلّق السقّا: «هذه نعمة من الله، أتمنى أن يديمها عليَّ، علماً بأنني أحترم السبكيّة بشدّة، إذ يحسب لهم أنهم في ظل ركود السينما خلال السنوات الأربع الماضية، كانوا ينتجون أعمالاً، ويفتحون بيوت العاملين في القطاع. من جهتي، قد أعمل معهم في يوم من الأيّام، حتى لو كنت مختلفاً معهم في وجهات النظر، فتلك أمور قابلة للتعديل. ولو عرضوا علي نصاً جيداً، فلن أتردد في العمل معهم على الإطلاق».
تعرّض «الجزيرة 2» لانتقادات عدّة من بعض النشطاء السياسيين، وأنصار «ثورة يناير»، لما اعتبروه تحيّزاً لصالح الداخليّة. لكنّ السقا يرى أنّ العمل يعرض «وجهات نظر جميع أطراف الصراع في مصر الآن، كما وجميع الطوائف والشرائح من دون أن يفرض أيدولوجيات صانعيه. كما أن كل أحداث الفيلم حقيقية وحدثت بالفعل، نحن لم نضع فيه حدثاً من وحي خيالنا، وهدفنا من ذلك أن نوضح ضرورة التعايش بين الجميع. ولذلك تركنا النهاية مفتوحة، لأننا لا نعرف إن كان ذلك التعايش الضروري جداً لمصلحة مصر والمصريين سيحدث أم لا».
وعن اتهامه بمعاداة الثورة، على الرغم من وجوده في ميدان التحرير طوال أيام التظاهرات، يقول السقّا: «هذه مهاترات، فالجميع يعلم موقفي من الثورة، ورأيي مسجل صوتاً وصورة في كل لقاءاتي التي أجريتها في الأربع سنوات الماضية، ووجودي الدائم في الميدان خير رد علي كل هذا الكلام». استغرق تصوير «الجزيرة 2» سبعة أشهر، لكنّه جاء فقيراً بمشاهد الأكشن، ما عدّه كثيرون ناتجاً عن عدم قدرة السقا على أداء تلك المشاهد، بسبب تقدّمه في العمر. «مشاهد الحركة كانت قليلة في الفيلم، لأنّ الموضوع ليس استعراضاً، ولا يمكن أن أفرض مشهداً لا تحتمله الدراما». ويضيف ممازحاً: «بخصوص تقدمي في السن، أدعو من يقول ذلك لإجراء سباق معي، لنرى من يسقط أوّلاً. وعلى أيّ حال أنا عمري 40 عاماً، والعمر واحد والرب واحد، وأتحدّى أن يستطيع أي أحد مجاراتي في الأكشن».
يتهرّب السقا من الحديث عن رفيق دربه الراحل خالد صالح، إذ أنّ السؤال عنه يتسببّ له بأسى شديد. يخبرنا عن فيلمه الجديد مع جان كلود فاندام، وهو بعنوان Dubai Force. «سأتشارك بطولة العمل مع فاندام وشاروخان، إذ أنّ الفيلم يتناول خمسة أبطال من أنحاء العالم، ووقع الاختيار عليّ لتمثيل العالم العربي».
على الرغم من نجاحه في مجال أفلام الحركة، لا ينفي السقا رغبته بالعودة من وقت لآخر إلى الأعمال الكوميدية أو الرومانسيّة. ذلك ما يجعله يفكر جدياً في إنجاز جزء ثانٍ من فيلم «تيمور وشفيقة»، بانتظار تقديم السيناريست تامر حبيب معالجة تكون قادرة على تحقيق نجاح الجزء الأوّل. بعد نجاحه في مسلسل «خطوط حمراء» في رمضان العام 2012، يستعدّ السقا لخوض التجربة من جديد مع مخرج العمل أحمد شفيق، في مسلسل بعنوان «ذهاب وعودة». يبدأ تصوير العمل في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، ليكون جاهزاً للعرض في رمضان 2015. العمل من تأليف عصام يوسف عن قصّة حقيقية حدثت في العام 2010، وهو اقتباس عن رواية لم يتم طرحها في الأسواق بعد، وجارٍ الآن ترشيح الممثلين لأدوار البطولة، علماً بأن غادة عادل اعتذرت عن عدم المشاركة في بطولة العمل. كما أنّه يعدّ لعمل يجمعه بكريم عبد العزيز وخالد الصاوي، يحمل توقيع السيناريست عباس أبو الحسن، والمخرج مروان حامد.
شهدت السنوات الأخيرة أحداثاً عدّة، جعلت لصنّاع السينما العرب مخزوناً درامياً كبيراً، يستطيعون من خلاله إنجاز أعمال مهمة. وذلك ما يؤكده السقا، «فالأحداث الأخيرة أثقلت السينما بأفكار كثيرة، ولكنني أتمنى أن أصنع عملا عن حرب الاستنزاف التي أعتبرها النصر والعبور الحقيقي».
صحيفة السفير اللبنانية