أخفض صوتك
نعم اخي الكريم .. أخفض صوتك !!
فلا أحد يهمه رأيك .. ولا يهمه وجعك .. ولا شكواك ولا همك ولا مطالبك .. ولا انت كلك على بعضك …
أخفض صوتك .. إذ لا يمكنك ان تقول ولا ان تعبر عن رأيك ولا ان تنتقد أو تمدح أو تثني أو حتى تتكلم!
فصوتك مزعج .. ورأيك غير مهم .. على العكس قد يكون رأيك سببا في ايذائك وإيذاء من حولك .. فاخفض صوتك رجاءً..!!
لا احد يهمه ولا يريد أن يسمع فأنت مصدر ازعاج .. لا أكثر.. فاخفض صوتك !!!
ألم تتعلم وتتعظ وتفهم ؟!؟!
فأنت مجرد رقم .. فكرة .. وسيلة .. سلعة للمقايضة والمتاجرة .. لا أكثر.. فالأفضل لك أن تسكت.
صديقك عنده من الهموم والمشاكل ما يجعله يهرب منك … وعنده من الخوف والإرهاق والتعب ما يجعله صامتاً بل أخرس.
وجارك يعيش معك نفس الهموم .. ويشاركك نفس المصائب والهواجس والقلق .. بل قد تكون مشاكله أكبر!
وزميلك في المهنة قلق بشأن راتبه .. وكيف يحافظ على مصدر رزقه .. وكيف يضمن مدخولاً اضافياً ويستفيد من حالة الفوضى والفساد ليحصّل نقودا أوفر ..ولكن لا تلمه ولا تعاتبه فهو ضحية لا أكثر .. والوضع سيء … والحرب مدمرة .. والحياة أصبحت قاسية وهو يحاول البقاء على قيد الأمل ، ويصارع الحياة .. ويمشي مع التيار، ولا يريد أن يتحطم أو يتدمر ..!!
فعلى ماذا تتذمر !!؟؟
أخفض صوتك رجاء فنحن تعبنا من النق .. والسق .. وضحينا وقدمنا .. ودفعنا الثمن لا لكي تثبط عزيمتنا وتضعف نفسيتنا بصوتك وكلامك وانتقادك المزعج .. لا أكثر!
فالصمت في حرم الواقع الحالي .. قداسة وحفظ لما تبقى من أمل .. وأحلام .. وكرامة، وحفظ لماء الوجه حاليا … لا أقل ولا أكثر!
فدعنا نجتر افكارنا ورأينا وأحلامنا وطموحنا وأمالنا في صمت .. وننشر الإيجابية والتفاؤل من حولنا، وأن ننظر للنصف المليء من الكأس ، ونعمل بصمت دون أن تذكرنا كل الوقت بواقعنا الحالي الذي لا بد ومهما طال الوقت والزمن والثمن … سيتحسن ويتغير
فأصمت أخي الكريم … ودعنا .. نتأمل!