أخلاق التجار، وقت الأزمات : كونوا مع الناس في مأساتهم !
خاص باب الشرق
شعار ” خليك بالبيت ” أطلق في معظم دول العالم لحث المواطنين على البقاء داخل منازلهم خلال فترة الحجر الصحي المؤقت الذي فرض لدرء خطر إنتشار عدوى فايروس كورونا بين الناس.
الجميع يتحدثون عن الفايروس وطرق الوقاية منه وأهمية البقاء في المنازل وعدم الاختلاط، لكن ماذا عن الناس الذين يعملون في ظل ظروف إستغلالية ولا يمكنهم ببساطة أن يعزلوا أنفسهم داخل منازلهم إلى أجل غير مسمى، وهم الذين لا يملكون سوى قوت عملهم اليومي، والذي ربما ينقطع إذا انقطع عملهم.
و لقد قيل في الأثر “إن أغلب التجار من الفجار” و العجيب أن هذه الكلمة أعادت انتشارها، مع تراكم الأزمات، فأقدم تجار كثيرون على المتاجرة باحتياجات المواطنين الفقراء البؤساء متناسين أن الوباء لا يرحم أحداً.
كل العالم يواجه فايروس كورونا، ومن السوريين من عليه مواجهة قذارة التجار المستغلين، الذين تنطبق عليهم عبارة (الفجار)، ألا يكفيهم ما واجهه الشعب خلال تسع سنوات من الحرب ليعودا فيستغلون ضعفهم و قلة حيلتهم لمواجهة هذه المصيبة .
إن بقاء المواطنين في المنازل واتخاذ الحيطة من هذا الفايروس، حرّك الأسواق ودفع الناس لشراء حاجيات إضافية، فهل من الضروري رفع أسعار السلع التموينية والطبية من قبل محتكريها؟
هذا الفايروس سينتهي خلال أيام أاو أشهر، لكن ما نحن بصدده هو الاثر النفسي والمادي السيء الذي خلفه استغلال بعض ضعاف النفوس له على حساب المواطن البسيط .
يقول إبن خلدون في مقدمته:
“إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أن الفقر قد أقبع عليهم، وهم قومٌ بهم غفلة، واستعباد، ومهانة، كمن يساق للموت وهو مخمور.”