“أسعد نفسك بنفسك” برنامج شخصي للنجاح

 

في الحياة الراهنة التي تتصف بسيطرة التكنولوجيا التي تغوّلت على العواطف والوجدان، بات الناس يعانون من الجمود والعزلة والقلق الذي يسيطر حتى على أحاسيسهم وعلاقاتهم، ليس مع الآخرين، بل مع أنفسهم.

وباتت الحياة في ظل التكنولوجيا التي كانوا يتوقعون أن تجلب الرفاه، أكثر قسوة وصعوبة مما كانت عليه زمن البساطة هذا التعقيد الذي يميز الحياة نكون نحن في غالبية الأحيان مسؤولين عنه بصورة أو بأخرى، لأننا نستجيب للطاقة السلبية فينا بحكم المحيط الذي يغلّف الأفق بركام وتأثيرات صورة الحياة التي أنتجتها طبيعة العلاقات الميكانيكية التي تخالف طبيعة الإنسان.

وهذا الكتاب الذي حمل عنوان “أسعد نفسك بنفسك” الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان، لمؤلفه زهير البلاونة الذي كتب على الغلاف الأخير: “هو جدول أعمال لترتيب إيقاع الحياة بالتخلص من الطاقة السلبية التي تكبل الإنسان وتحول دون سعادته.

وهو اقتراح لتغيير الحياة بتغيير قرارات القارئ من خلال إعادة النظر في كثير من المواقف، وتغيير الخطط التي من شأنها أن تعيد التوازن العاطفي والوجداني والاجتماعي للإنسان”.

والكتاب الذي يقع في 110 صفحات من القطع الوسط يعد في مثابة البرنامج الذي استخلصه المؤلف من عشرات الكتب التي تبحث في الموضوع، وهو مجموعة من النصائح التي يقدمها الكاتب بمحبة للآخرين، تنطوي على استخلاصات لأسباب النجاح والطاقة الإيجابية التي من المؤكد أن تلك النصائح كان قد أخضعها المؤلف لتجربته الشخصية.

المؤلف يعرض فكرة التفاؤل في الفكر الإنساني، وفي الإسلام، ويلقي الضوء على قوانين النجاح واستراتيجياته عند عدد من المفكرين والعلماء في المجال المؤلف الذي عزّز الكتاب بعدد من المراجع لعدد من المؤلفين، ومنهم: سبنسر جونسون، ديباك شوبرا، هند رشدي، وغيرهم كثير، يستهل الكتاب بتعريف التعاسة والمقصود بها التي يلخصها في “تشتيت التفكير” والقلق الذي يعاني منه كثير من الناس بحكم الحياة المعاصرة التي يغلب عليها القلق والإحباط والتوتر التي تنعكس على الذات بالألم للجسد والنفس، ويميز الكاتب بين الشخصية الإيجابية والسلبية التي يرى أن غالبية الأمراض النفسية تعود في أسبابها للتفكير السلبي التي ينشغل فيها الشخص بعيوب الآخرين، ويبالغ في تعظيم المشكلات، ويشعر أن ثمة تعمدا من قبل الآخرين في الإساءة أو ثمة مؤامرة، وبالتالي فالإنسان السلبي ينظر للدنيا بمنظار سلبي.

ويضع طريقة لاكتشاف الذات من خلال عدد من الأسئلة التي يطرحها الإنسان على نفسه، والأسئلة بحد ذاتها هي وسيلة للتطهير والمكاشفة مع الذات، وهي الخطوة الأولى للانسجام مع النفس والتصالح مع الذات. ويوضح خلال ذلك بعض القوانين التي تعمل على صناعة الطاقة السلبية، ومنها توقعك لذاتك، والوسيلة التي تتيحها لتعامل الآخرين معك، وأن الإيجابية تطرد الفكرة السلبية التي تتم بنفي المشاعر السلبية من عقل الإنسان، مقترحا رفع الطاقة السلبية بالإيمان بقدرات الشخص الذاتية ومواجهة المشكلات لا الهروب منها لأن “لا يوجد مشكلة بلا حل”، وأن الهروب من المشكلة يتحول إلى أزمة.

ويعرض المؤلف فكرة التفاؤل في الفكر الإنساني، وفي الإسلام، ويلقي الضوء على قوانين النجاح واستراتيجياته عند عدد من المفكرين والعلماء في المجال، بوضع قائمة بما يريد الشخص، كتابة ذلك، وضع الأولويات، اتخاذ القرار في اللحظة.

ويقول إن كل ذلك يتوقف على الشخص نفسه، فالسعادة والتعاسة هي قرارنا بمقدار إيجابيتنا في التعامل مع الآخرين، لافتا إلى جملة من القوانين الفيزيائية التي تتصل بالطاقة الحيوية، وقانون الجذب الكوني، والماء الشافي، ذاكرا جملة من قصص النجاح لعدد من المبدعين والعلماء والمخترعين العالميين الذين نجحوا رغم فقرهم أو إعاقاتهم الجسدية، بينهم عدد من العرب، ومنهم: رجل الأعمال صالح الراجحي، إسحق نيوتن، شكسبير، صادق الرافعي، طه حسين، أبو العلاء المعري، وأديسون.

يذكر أن الكاتب زهير البلاونة أردني حاصل على البكالوريوس من جامعة العلوم والتكنولوجيا، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى