تحليلات سياسيةسلايد

ألا يعد إقدام الكيان على اغتيال “هنية” استهانة بمصر وقطر اللتين توسطتا في المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟

أسئلة كثيرة فرضت نفسها، منها: هل تحقق سياسة الاغتيالات الاسرائيلية لخصومها أهدافها وهل السياسة المدعومة أمريكيا؟

وألا يعد إقدام الكيان على اغتيال إسماعيل هنية استهانة واستخفافا بمصر وقطر اللتين توسطتا المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟

ولماذا اعتبر البعض أن بيان الخارجية المصرية عن حادثة اغتيال هنية ضعيف ودون المستوى؟

برأي الكاتب الصحفي الأديب أسامة الألفي فإن اغتيال هنية ما كان ليتم دون ضوء أخضر من مخابرات أمريكا، مشيرا إلى أن اغتياله يمثل استهانة براعيّ مفاوضات السلام: مصر وقطر، وإحراجا لهما.

من جهته يرى السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن سياسة الاغتيالات الاسرائيلية لخصومها سياسة قديمة، مشيرا إلى أنها اغتالت من قبل مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين وأتبعته باغتيال د.عبد العزيز الرنتيسي.

ويتابع متسائلا: هل ستحقق سياسة الاغتيالات المدعومة أمريكيا ، وهل ستكسر إرادة المقاومة والصمود لدي الشعب الفلسطيني، أم أن المقاومة فكرة وحماس وحزب الله مؤسسات ولن يترتب علي اغتيال قائد هنا ومسئول هناك سوي صعود قائد بديل ربما يكون أكثر قوة وشراسة وقدرة علي إدارة النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي ؟!

واختتم متسائلا عن ردود فعل ايران التي تعرضت للكثير من الضربات الموجعة دون رد مناسب ورادع، وكذا رد فعل المقاومة وجبهاتها في لبنان واليمن وسوريا وفلسطين ؟

الخارجية المصرية تدين

في سياق حادثة اغتيال هنية أدانت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الأربعاء 31 يوليو الجارى، سياسة التصعيد الاسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين.

واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة.

وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئوليتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.

واعتبرت مصر أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر الى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

السفير فرغلي طه وصف بيان وزارة الخارجية اليوم بشأن اغتيال هنية، بأنه بيان مخز ضعيف ومؤسف ، مشيرا إلى أن السبب في ذلك مفهوم.

من جهتها عبرت د. عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن استغرابها من إسرائيل التي تعرف كيف تصل لإسماعيل هنية في ايران و لا تستطيع تحرر أسراها من 10 أشهر بل تقتلهم بالخطأ.

الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار الرئيس الأسبق لمؤسسة الأهرام يصف إسرائيل بأنها كيان إرهابي حقير بتاريخه الأسود في الإرهاب والاغتيالات التي تتم بتواطؤ غربي أكثر حقارة يتضمن الاستعداد للدفاع عنه ضد أي رد قد يطاله ممن مارس الإرهاب والاغتيالات ضدهم وعلى أراضيهم!

ويضيف “النجار”: “ولأن الأشياء تؤخذ بخواتيمها فل تكون هناك خاتمة للشهيد إسماعيل هنية أشرف من الشهادة في خضم معركة أسطورية ضد الكيان الإرهابي الغاصب قاتل الأطفال والنساء. لروحه الخلود في ضمير الوطن، والعار للكيان الإرهابي المنحط ولكل حماته في الغرب وعلى رأسه إمبراطورية الشر الأمريكية وكل من تبعها في المنطقة والعالم”.

وتعليقا على اغتيال إسماعيل هنية قال الخبير الاقتصادي مدحت نافع إن الذي يمتلك الرقائق الذكية يسيطر على العالم ،و يغتال أعداءه في أراضيهم بسهولة.

ويضيف أن الجيوش لم تعد تقاس بحجم المعدات وعدد الطائرات والبوارج والغواصات ولا حتى الصواريخ، وإنما الرقاقة الصغيرة الدقيقة أهم من أي شيء ، مشددا على أن العلم أهم مصدر للقوة.

الأزهر يدين

من جهته أدان الأزهر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي أقدم عليها الكيان المحتل الغادر باغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية، الذي اغتالته الأيدي السوداء المجرمة فجر اليوم، ضمن سلسلة الاعتداءات المنكرة التي يمارسها الكيان المحتل.

وأكد الأزهر في بيان اليوم أن الشهيد المناضل قضى حياته في الذود والدفاع عن أرضه وعن قضية العرب والمسلمين قضية فلسطين الحرة الصامدة.

كما أكد الأزهر أن مثل هذه الاغتيالات لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني المناضل الذي قدم ولا يزال يقدم من تضحيات عظيمة لاستعادة حقوقه في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.

وتقدَّم الأزهر بخالص العزاء والمواساة للشعب الفلسطيني، وإلى أسرة الشهيد المناضل، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يُلهم أهله وأسرته المزيد من الصبر والسلوان، “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى