أمير قطر في أول زيارة لمصر منذ المصالحة الخليجية
يقوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة الجمعة للقاهرة هي الأولى له منذ المصالحة الخليجية التي تمت خلال قمة العلا في السعودية في يناير/كانون الثاني من العام الماضي والتي أنهت ثلاث سنوات من القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية بين المملكة والإمارات والبحرين ومصر من جهة والدوحة من جهة ثانية.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن الشيخ تميم الذي زار مصر آخر مرة في 2015، سيعقد اجتماعا رسميا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة يوم السبت. وكان آخر لقاء بين أمير قطر والسيسي للمرة الأولى منذ الخلاف في قمة انعقدت بالعراق العام الماضي.
وتأتي زيارة الشيخ تميم للقاهرة بعد أيام من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والإعلان عن صفقات استثمارية بين مصر والسعودية بقيمة 7.7 مليار دولار.
وكانت مجلس الوزراء المصري قد أعلن في مارس/اذار الماضي أن القاهرة والدوحة اتفقتا على توقيع اتفاقات استثمارية بقيمة خمسة مليارات دولار.
ودشنت قطر ومصر منذ المصالحة الخليجية مرحلة جديدة في العلاقات بعد سنوات من التوتر على خلفية دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين وشن إعلامها حملات ضد النظام المصري منذ عزل الجيش الرئيس المنتمي للإخوان محمد مرسي في 2013 والذي توفي لاحقا في السجن.
وتستضيف الدوحة قيادات اخوانية فارة من العدالة شأنها في ذلك شأن تركيا، فيما قد يثقل هذا الملف على جهود تعزيز العلاقات رغم إبداء الدولتين رغبتهما في تسوية كل الخلافات.
ولم يتضح ما إذا كانت قطر مستعدة للتعاون مع مصر في هذا الملف، لكن المصالحة الخليجية مهدت على ما يبدو لحل كل الخلافات العالقة بما فيها تلك المتعلقة بالإخوان.
وبعد 20 يوما من المصالحة الخليجية أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن القاهرة والدوحة اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية، مما يجعل مصر الأولى التي تفعل ذلك رسميا بموجب اتفاق عربي أنهى خلافا استمر طويلا مع قطر.
وفي مارس/اذار من العام الماضي وصل وفد قطري إلى القاهرة، في زيارة استمرت يومين بهدف “تسريع استئناف العلاقات”. وكانت تلك أول زيارة لوفد قطري رفيع المستوى للعاصمة المصرية منذ إعلان المصالحة الخليجية في قمة العلا.
وفي الشهر ذاته قام وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بزيارة القاهرة ضمن ترتيب خطوات أعادة تطبيع العلاقات.
وقبلها في فبراير/شباط استضافت الكويت أول محادثات بين وفدين مصري وقطري حول آليات تنفيذ المصالحة.
وفي يونيو من العام 2021 زار وزير الخارجية المصري سامح شكري الدوحة لتمثيل مصر في الاجتماع الوزاري لوزراء الخارجية العرب.
وذكرت وسائل إعلام مصرية وقطرية اليوم الخميس أن وزيري مالية مصر محمد معيط وقطر علي بن أحمد الكواري عقدا لقاء ثنائيا على هامش مشاركتهما في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة.
وأضافت أن الوزيرين اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي وتنمية العلاقات الاقتصادية وتحفيز الاستثمارات بالبلدين وتطوير آليات العمل المشترك بين وزارتى المالية بالدولتين على نحو يساعد في تنسيق الرؤى والمواقف والسياسات المالية.
ووقع الوزيران مذكرة تفاهم لتعميق التعاون بين الجانبين واستمرار التشاور حول السياسات المالية وآليات التوصل لاتفاق لمنع الازدواج الضريبي بالبلدين تشجيعا للاستثمار المشترك.
وأكد وزير المالية المصري على أن بلاده أصبحت أرضا خصبة جاذبة ومحفزة للاستثمارات في مختلف المجالات، مضيفا أن المشروعات القومية والتنموية الكبرى وغير المسبوقة تُوفر فرصا استثمارية واعدة ترتكز على بنية تحتية قوية وبيئة تشريعية متطورة.
وقال وزير المالية القطري، إن “علاقتنا مع مصر أخوية وتاريخية”، مشددا على أن “قطر تعتبر مستثمرا رئيسيا بمصر في جميع القطاعات وسوف تستمر استثماراتنا كما استمرت روابطنا التاريخية”.