الصداقة بين الزوجين عنصر ضروري لنجاح العلاقة الزوجية، فهي تعتبر من أهم وأجمل وأعظم صور الصداقة التى تساعد فى بناء حياة زوجية سعيدة، فهي تسمح للشريكين في التصرّف بطريقة طبيعية وعفوية على الدوام، وتقوم بتعزيز أواصر المحبة بينهما، وتوطيد علاقتهما وجعلها أكثر استقراراً، بالسياق التالي “سيدتي” تعرفك أهمية الصداقة بين الزوجين كقاعدة لزواج طويل الأمد.
الحب وحده لا يكفي لبناء حياة زوجية
تقول خبيرة العلاقات الأسرية نهاد عبد الحكيم لسيدتي: الحب وحده لا يكفي لبناء حياة زوجية مستقرة وهادئة ولكن مع وجود عنصر الصداقة بين الزوجين المتدثر بعباءة الاحتواء يقوى من دعائم تلك العلاقة المقدسة ويزيدها بهجة وسعادة، فالصداقة تعمل علي تحقيق ألفة وتقارب وتفاعل يثري العلاقة بينهما، ويكرس للشعور بالثقة والمشاركة ويعزز الإحساس بالتقارب الفكري والعقلي والعاطفي، كما أن الصداقة تعطيهم الشعور بالأمان الكافي مع بعضهما البعض من خلال الصدق في التعاملات في المواقف الحياتية؛ لأنها تقتضي الصراحة وعدم التظاهر وإرتداء الأقنعة الزائفة والإدعاءات الكاذبة، وبدون قلاقل من إطلاق الآخر للأحكام عليه أو الشعور بعدم الأمان معه.
أهمية الصداقة في العلاقة الزوجية
تقول نهاد عبد الحكيم لاشك أن النجاح في إنشاء الصداقة بين الزوجين يعطي كلا الزوجين دافعاً للاستمرار ويفرض على كليهما صفة العطف واللين في أي تحديات سلبية والنجاح في تخطيها بسهولة، والعديد من المميزات الأخرى كما يلي:
تحقيق الشعور بالأمان والطمأنينة
الصداقة تعني شعورك بالثقة تمامًا من أن شريكك موجود من أجلك، وليس فقط في بعض الأحيان، فتشعرين بالأمان العاطفي، وتكونين أكثر استعدادًا لاستكشاف جوانب جديدة من نفسك والسعي لتحقيق أهدافك وطموحاتك، فالشعور بالأمان يجعل الزوجين يشعران بحياتهما مستقرة، وأن حياتهما مبنية على أسس قوية.
تقليل التوتر والمشاكل
الصداقة تجلب التفاهم والتناغم ين الزوجين، كما أنها تفرض على كليهما صفة العطف واللين فيتغاضيان عن الأمور التافهة والصغيرة، فيكون الزوجان قادرين على التحدث عن مشاعرهما وأفكارهما ومخاوفهما بصراحة ودون خوف، ويجعلهما يتعلمان مهارات التسامح والصفح، والقدرة على التعايش مع الاختلافات، وبذلك تقل المشاكل بين الزوجين.
كسر الملل والروتين
الصداقة بين الزوجين تفعل المشاركة فى الهوايات والطموحات، فتؤدي لتوطيد العلاقة بينهما، فالحياة الزوجية تتطلب قدرًا من التكامل والمشاركة والمشاعر، ويعتمد نجاحها على رغبة كل طرف فى خلق نوع من التوازن فى علاقتهما والإحساس بحب وحنان وتفهم كل طرف للآخر، مع محاولة تجديد المشاعر حتى لا تنطفئ شعلة الحب بمرور الزمن، وتصبح الحياة الزوجية مجرد نوع من التعايش دون وجود الإحساس بالحب، وذلك يقلل من فرص الملل والمشاكل المترتبة عليه.
تحقيق بيئة عائلية صحية
تُنشئ الصداقة جواً مريحاً وهادئاً بين الزوجين، وبيئة عائلية سليمة لينشأ بها الأبناء، وتوفر الشعور بالأمان والدفء والحب من دون مشاكل نفسية، وتقوم بتعزيز الروابط العاطفية وتقوية العلاقة بينهما، مما يخلق بيئة صحية داعمة ومحبة.
الترابط الأسري
الصداقة بين الزوجين وخاصة في بداية الزواج تجعل كلا منهما يميل لأسرة الآخر، كما أنها تدعم روابط الأسرة وتعززها بنفوسهم بحيث ينشأ الأبناء وهم يعرفون قيمة التراحم والتواصل العائلي.
حيل لتعزيز الصداقة بين الزوجين
فهم الأفكار ووجهات النظر
الزوجان الصديقان يتمتعان بالقدرة على فهم وجهة نظر وأفكار بعضهما، ما يجعلهما يقدمان العون لبعضهما، ويخففان من وطأة المشاكل التى تصادفهما، ويجعل كل طرف يتقبل الآخر بسلبياته وإيجابياته، إلى جانب وجود عاطفة عميقة بينهما، والتى تمثل بعداً إضافياً يوطد العلاقة بينهما، ويجعلهما أكثر قرباً وحباً وعمقاً.
زيادة مشاعر الألفة والسكينة
الصداقة بين الزوجين تعزز الشعور بالمحبة والألفة والتقدير بينهما، وتساعد على الحفاظ على الرومانسية في العلاقة، وجعلها أكثر قوة وسعادة، والحرص على راحة كل طرف وتقوية الروابط بينهما.
البعد عن الانفصال العاطفي
الصداقة تجنب الشريكين الشعور بالوحدة أو الانفصال العاطفي عن الشريك الآخر، وذلك بسبب التفاهم وقلة المشاكل والتوتر، فذلك ينعكس على نفسية الزوجين، ويجعلهما أكثر مرونة وأكثر نضجاً وقدرة على تفادي المشاكل.
وجود حوار فعال
الصداقة بين الزوجين تؤدي إلى وجود حوار فعال بينهما، والذي يعتبر جزءاً أساسياً في الحياة الزوجية، والمقصود به تبادل الأفكار والحرص على الإنصات الجيد للطرف الآخر، وهو الحوار الذي يغلب عليه المودة والمحبة، ومحاولة فهم أوسع للحقوق والواجبات الزوجية، ويؤدي إلى محاسبة النفس ومراجعة الأخطاء قبل إلقاء المشاكل على الطرف الآخر.
الاهتمامات المشتركة
وجود الصداقة بين الزوجين يؤدي إلى البحث عن اهتمامات تثير الشغف والرغبة في النجاح بداخلهما، أو إلى وجود بعض الاهتمامات المشتركة بينهما، ويجعلهما يمارسان بعض الأنشطة معاً، كقراءة بعض الكتب أو مشاهدة برامج أواللعب أو ممارسة الرياضة معاً، أو زيارة بعض الأماكن التاريخية سوياً، فمشاركة هذه الهوايات والاهتمامات هي أمر ضروري لبناء علاقة صحية قوية ومتكاملة، مما يمنح العلاقة مزيد من الحيوية والنشاط.
تجنب سوء الفهم بين الأزواج
يلعب سوء التفاهم دوراً في إشعال فتيل الخلافات والمشكلات بين الزوجين، وهو الناتج عن عدم التفاهم والصداقة بين الأزواج، لذا فالصداقة بين الزوجين لها دور فعال في فهم الطرفين لبعضهما، ولتقريب وجهات النظر بينهما بسلام من دون خسارة الطرف الآخر، ولإستقرارالعلاقة الزوجية وجعلها أفضل.
مجلة سيدتي