أوباما لا يزال بلا خطة لهزيمة الدولة الإسلامية

بينما كان يتحدث في ألمانيا اعترف الرئيس أوباما بأنه “ليست لدينا حتى الآن استراتيجية كاملة” لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق. وكان بوسع أوباما أن يضيف أنه ليس لدينا أي فكرة عن طريقة مكافحة الدولة الإسلامية في سوريا. وفي مؤتمر صحفي آخر قبل أشهر، خلق أوباما عاصفة من الجدل عندما أقر بأنه لم تكن لدينا استراتيجية لهزيمة الدولة الإسلامية. وهنا، لا بد أن يتساءل المرء عما كانت الإدارة تفعله منذ ذلك الحين!

وكان حاكم تكساس السابق، ريك بيري، أول من يوجه اللكمات للإدارة. وفي بيان مكتوب، قال بيري: “إنه فشل بالنسبة للقيادة؛ لأنه، وبعد تسعة أشهر من تصريح الرئيس أوباما لأول مرة بأنه ليست لدينا استراتيجية لهزيمة داعش، ما زالت الولايات المتحدة في وضع سيئ في محاربتها لهذه الجماعة الإرهابية المتطرفة. وبينما نرى داعش وهي تواصل إلهام المزيد من الأتباع وتسيطر على الرمادي، يصبح خطاب إدارة أوباما حول تعرض المجموعة لنكسات غير متطابق مع الواقع على الأرض. والخطاب الإيجابي وحده لا يحل المشاكل، بل العمل هو من يحلها“.

وأضاف بيري: “لو كنت القائد العام للقوات المسلحة، لما تطلب الأمر مني تسعة أشهر للعمل مع القادة العسكريين لوضع استراتيجية كاملة لتدمير داعش، وحماية المصالح الأمنية والقيم الأمريكية“.

ولم تعمل خطة الرئيس الأولية لهذه الحرب بنجاح كما كان متوقعًا. وفي الشهر الماضي، قال السناتور ماركو روبيو -من فلوريدا- للجمهور في مجلس العلاقات الخارجية: “عندما بدأت داعش في الظهور لم أنظر إليها كفريق عابر. وفي الواقع، حذرت مرارًا وتكرارًا من أنها تشكل تهديدًا أكبر بكثير مما يعتقد الرئيس. وقد ناقشت التدخل في وقت مبكر، من خلال استهداف المراكز التي يستخدمونها للقيام بعملياتهم اللوجيستية، وأيضًا، استهداف نقاط العبور التي كانوا بحاجتها لإظهار قدرتهم على المضي قدمًا“.

وأضاف روبيو: “ما زلت أعتقد أنه أمر جيد أننا نجري الضربات الجوية، ولكننا قد نحتاج ما هو أكثر من ذلك في الحقيقة. وأعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تكون هناك قوة سنية تقوم بمواجهة داعش على الأرض. وأرى اليوم أنه قد بدأت عمليات تدريب البعض من هؤلاء … ولكن المشكلة هي أنهم بحاجة إلى دعم لوجيستي أمريكي، ودعم جوي، وبعض العمليات الخاصة؛ لضمان نجاحهم، ولن يستطع هؤلاء فعل ما هو مطلوب لوحدهم“.

وتابع روبيو قائلًا إنه يعتقد إمكانية تضمين استخدام قوات العمليات الخاصة في نهاية المطاف لمساعدة هذه القوات السنية في تحسين قدراتها. وفي الحقيقة، لو اتبع الرئيس أوباما هذه النصيحة، أو نصيحة مستشاريه العسكريين الخاصين، لما كنا في هذا المأزق الذي نحن فيه الآن.

وقد يكون من المبالغ فيه أن نأمل في توصل الرئيس أوباما في النهاية إلى استراتيجية واقعية وقوية لهزيمة الدولة الإسلامية. وهناك شك كبير في أنه أراد يومًا الفوز في هذه الحرب. وقد يكون كل ما يريده أوباما هو ركل هذه المشكلة إلى الأمام، بحيث يقع حلها فيما بعد على عاتق الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية.

صحيفة واشنطن بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى