أيام حرجة على «الأونروا» قبيل تجديد ولايتها
مع اقتراب موعد التصويت للتجديد لـ«وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) في الأمم المتحدة بعد أيام، تدخل الوكالة في مرحلة حرجة جراء الجهود الأميركية والإسرائيلية لإفساد التجديد الدوري لها وإلغاء عملها، الأمر الذي دفع مسؤولين فيها وعدداً من الجهات الفلسطينية والعربية إلى التحشيد والتواصل مع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية لضمان التجديد. وتتعرض «الأونروا»، وفق المتحدث باسمها سامي مشعشع، لـ«هجمة شرسة» تقودها الولايات المتحدة، هدفها وقف تمويلها، وإضعاف نصوص تجديد ولايتها، عبر «إعادة تعريف اللاجئين الفلسطينيين وتخفيض أعدادهم وحصرهم في الجيل الأول»، إلى جانب تقليص الدعم بناءً على الحسبة الجديدة.
الأخطر في الضغوط الأميركية، طبقاً لمفوض «الأونروا»، بيير كرينبول، أنها «هجمة غير مسبوقة» تهدف إلى نزع الشرعية عن قضية اللاجئين، وتُستخدم فيها السبل كافة. ويقول كرينبول: «لم نشهد هذا الاستهداف الشرس من قبل لأيّ منظمة إنسانية، وإنكار حقوق مجتمع اللاجئين بأكمله. هذه الهجمات على الوكالة تستهدف محو فكرة حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية».
وطبقاً لمصدر في «اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين»، سيبدأ الفلسطينيون خلال أيام سلسلة فعاليات واسعة بالتزامن مع التصويت في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الفعاليات ستنطلق في جميع المخيمات في الداخل والخارج. ويوضح المصدر، في حديث إلى «الأخبار»، أن الخشية أخيراً لم تعد متعلّقة بالتجديد للوكالة بدرجة كبيرة، لأن التجديد «بات شبه مضمون»، لكن الخوف هو من أن تطرح الإدارة الأميركية التصويت على تغيير صيغة التجديد، أو تغيير بعض البنود المتعلقة بتوفير الدعم للوكالة، أو التقدم بطلب إعادة تعريف اللاجئ، وهو ما سينعكس سلباً على عمل «الأونروا»، ويمهد لإنشاء بديل منها أو تقليص عملها تدريجاً قبل إنهائها.
على خط موازٍ، تراجع المندوب القطري في الأراضي الفلسطينية، محمد العمادي، عن تصريحاته المسيئة إلى حركة «حماس»، جراء مراجعة الأخيرة المسؤولين القطريين والعمادي نفسه، الذي قال إن التصريحات «لم تكن مُوجّهة ضد أحد، وليست للتهجم على أيّ طرف أو للتقليل من دور أيّ طرف في التخفيف عن سكان القطاع، أو ضرب لمصداقية نضال الفصائل وصمود الشعب الفلسطيني في غزة».
وأضاف: «ما أعلنته بخصوص الضرائب أردت به توضيح أنها تُصرف في النفقات التشغيلية وإدارة الحكم في غزة، وفي الجانب المقابل تُدفع كنفقات متعددة لتوصيل وتأمين البضائع والمواد الخام» عبر معبر رفح. وسعى العمادي، بعد انتقاده من غالبية الفصائل التي وصفته بأنه «شخص غير مرحب به»، ليقول إن ما نقلته وسائل الإعلام على لسانه وُجِّه بطريقة غير صحيحة، مؤكداً أن «غزة تعاني انهيار شبه تام على كل المستويات، والأوضاع تنذر بانفجار مجهول النتائج يتخوف منه الجميع، ويتطلّب تكاتف الجهود».
على الصعيد الميداني، وللمرة الثانية خلال أسبوع، أعادت المقاومة استغلال ثغرة مكلفة للاحتلال في منظومة «القبة الحديدية»، إذ دفعت المنظومة إلى إطلاق الصواريخ الاعتراضية من دون إطلاق صواريخ من غزة أصلاً، وهو الأمر الذي يُنظر إليه على أنه خلل كبير في القبة لم تستطع المنظومة الإسرائيلية إيجاد حلّ له منذ اكتشافه قبل عامين. فخلال مناورة عسكرية لـ«كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، قبل عامين، كُشف مصادفة عن خلل في تفعيل صواريخ القبة في حال إطلاق رشقات رصاص من عيار 14.5 (المضاد للطيران) في سماء الأراضي المحتلة، وهو ما تكرر خلال الأشهر الماضية وأعادت المقاومة استغلاله خلال الأسبوع الجاري لمرات. وعمدت المقاومة، خلال اليومين الماضيين تحديداً، إلى إطلاق رشقات من الرصاص الثقيل في سماء مستوطنات «غلاف غزة»، تزامناً مع الغارات الحربية التي يشنها طيران العدو، الأمر الذي أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار و«القبة الحديدية».
إلى ذلك، قالت القناة الـ13 العبرية إن السلطات الإسرائيلية ألغت احتفالات كانت ستُنظّم في «كيبوتسات» مجاورة للقطاع بسبب «التوتر الأمني الحالي»، فيما جدد رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، تهديده لغزة، بالقول إنه لا مفرّ من عملية عسكرية واسعة لإسقاط حكم «حماس»، لكنه شدد على أنه لن يذهب إلى المعركة «قبل دقيقة من انتهاء الاستعداد الكامل لها».
صحيفة الاخبار اللبنانية