أين السوري العاقل
أين السوري العاقل
ـ 1 ـ
لا أحد يستطيع إقناعنا أن كل هذه الأزمات، من الخبز إلى البنزين من صنع قيصر وترامب ونتنياهو وأردوغان، وكل العائلة الشريرة التي وظيفتها إركاع سورية.
سورية، في الحقيقة، مشغول على إركاعها من زمان. لأن الذين حكموها والذين نهبوها وأفقروها ” يعرفون سعرها ولكن لا يدركون قيمتها”.
الحزن الشديد يليق بما نحن فيه.
ـ 2 ـ
لأول مرة أحس أن الكاتب خائن محترف.
يصمد للبرد وجسده هزيل.
يقاوم اليأس ولم يلتق بالأمل.
وفي كتابته يشجع على البقاء حياً، مهما كان الموت موجوداً بغزارة بؤس الإنسان.
حين تحاصر البلاد، يبدع لغة يستفيد منها المهربون، وحماة المهربين. ولكن الكاتب، اليوم… مهما كان خائناً ذا مذاق طيب…. يعجز عن وصف حالتنا.
فلتتوقف عن الوجود محطات البنزين، ولتكفّ السيارات كلها عن الوقوف في الطابور… لكي نرى كيف تتم العودة إلى الطبيعة المظفرة…
العودة إلى عصر الحمير، الذي ما غادرناه يوماً، رغم استبدال الحوافر بالدواليب.
ـ 3 ـ
وراء هذه الخطوط… الخطوط المتعرجة المتشابكة في وجهي وجبيني ويقيني… نعثر على هزائم شتى.
هزائم أمم، ومشاريع، وأشخاص، من كل صنوف الأحلام.
لكن….
إن نزلنا أعمق…
أعمق قليلاً…
إلى ثدي الأرض… اكتشفنا ابتسامة نصر ما في أحافير الزمن.
ـ 4 ـ
أعيد نشر هذا الكلام المكتوب في 23 حزيران/ يونيو 2015 أي قبل خمس منعطفات وكوارث سورية:
“مهنة السوري العاقل… ألا يجنّ”.
وحتى الآن، أنا لم أغيّر مهنتي…. عدّلتها !
ـ 5 ـ
يرسل الجنود الشبان إلى الجبهات، ويُستثنى أولاد المسؤولين.
يموت الشبان في الجبهات، ولا يجدون من يدفنهم لأن محطات الوقود أصبحت جبهة للحصول على ليتر البنزين، يكفي الأقرباء للحضور إلى العزاء.
يرسل الجنود إلى الكازيات… ليقتتلوا مع الناس للحصول على بنزين أولاد الدفع الرباعي.
وهكذا… الحرب مستمرة.