إنسانية اللقاح , لا عنصريته . و ترسيخ الأمن و السلم الدوليين !
يقرر غوتيرش أن ( وباء كورونا تهديد للأمن والسلم الدوليين ) لأنه تهديد لصحة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو قوميته أو لونه أو إنتمائه السياسي . هذه كانت الخلاصة التي وضعها أمين عام الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي، وهو يطالبه بإيجاد السبل المجدية لإيصال اللقاح إلى كل إنسان على الأرض، بإعتبار أن التفرقة في توفير اللقاح بين الدول الغنية و بين المجتمعات الفقيرة يديم إستمرار وتطور الوباء . كما أنه يخلق توترات جديدة، و يطلق نزاعات تهدد الأمن و السلم الدوليين.
و كان لافتاً تأييد وزير الخارجية الأميركي لطروحات الأمين العام حول كورونا واللقاح . وعد توصيل اللقاح لكل العالم جزء من القيادة الأميركية للعالم . و لم يتخلف أعضاء مجلس الأمن عن تأييد طروحات تعميم اللقاح على العالم . . . و كثيرة هي الكلمات التي فصلت الكيفية التي يمكن عبرها تحقيق ( إنسانية اللقاح ) . وها هو بلينكن يوضح ضرورة تسهيل تصنيع اللقاح وتفعيل كل الجهات الدوائية القادرة على هذا التصنيع في كل بلاد العالم . وهناك من اقترح توسيع مبادرة ( كوفاكس ) بحيث نضمن جدوى آلياتها في إيصال اللقاح إلى كل مكان وكل إنسان مهما كان فقيراً أو معزولاً . .. وبعد كل هذه الأقوال والكلمات والطروحات، هل سيجمع الوباء الإنسانية، بغض النظر عن الصراعات والحروب والإختلافات الجيوسياسية؟؟ هل سيصدق العالم الغني ويوصل اللقاح إلى الدول الفقيرة بالتوازي مع توزيعه في بلداته ومدنه ؟؟ و هل ستفتح إستراتيجية ( إنسانية اللقاح ) الطريق لتعاون دولي إنساني يشكل عقداً إجتماعياً صحياً عالمياً يفتح الباب لتعاون دولي إنساني فوق سياسي ؟؟ أم أننا نحلم، وأن المصالح والمطامع وغرائز الربح والكسب والسيطرة ستوظف الوباء واللقاح لمصالحها و مطامعها و جشعها ؟؟
يفرض الوباء ضرورة إستبعاد قومية اللقاح، وتجنب عنصرية وطبقية اللقاح، ويلزم جميع القادرين على إعتماد ( إنسانية اللقاح ). و إذا كان هذا الأمر من الآمال البعيدة فلماذا لا يبادر الحلفاء والأصدقاء، مثل الروس والصينيين، بتقديم اللقاحات التي أنتجوها إلى البلدان الفقيرة التي تصادقهم و تتحالف معهم ، كتحفيز للدول الغربية على مجاراتهم أو الاتساق معهم على تقديم اللقاح للجميع ؟؟ ثم لماذا لا يسعى العرب إلى (عروبية اللقاح) بحيث تقوم الدول العربية الغنية بتوفير اللقاح للدول العربية غير القادرة على تأمينه . كما فعلت الإمارات مع بعض الدول العربية، وكما يأمل مثلاً السوريون بأن تقدم لهم الإمارات الشقيقة اللقاح . خاصة وأن مثل هذا الإجراء مستثنى من العقوبات ومن قانون قيصر ، وبإمكان الإمارات ، أو السعودية، أو غيرها تقديم اللقاحات للسوريين أو العراقيين أو الفلسطسنيين أو الليبيين أو … بغض النظر عن المواقف السياسية، خاصة و أن هناك مواقف أممية ودولية وأميركية تجيز ذلك ولا تمنعه العقوبات . فهل سيسارع العرب القادرين لمساندة أخوتهم في الدول الشقيقة بتقديم اللقاح و مساندتهم في محاربة الوباء …. إن عروبية اللقاح جزء أساسي من إنسانية اللقاح، وكلاهما مكمل للآخر. والتضامن الإنساني في مواجهة الوباء أساس الروح الإنسانية العروبية الأخوية، و جوهر للروح الإنسانية العالمية . والجميع الآن على المحك، محك اللقاح الإنساني .
بوابة الشرق الأوسط الجديدة