اجتماع سوتشي من داخله: «صديقي السوري، أنا ذاهب إلى سوتشي..»!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

انعقد مؤتمر سوتشي سريعا، والسوريون يحلمون بمخاض ما للمؤتمر. حتى المعارضين المتعنتين الذين رفضوا حضوره كانوا يتمنون في دواخلهم بأن يدفع سوتشي البلاد نحو الحل، وأن يكون كل شيء جديا . الذي حصل أن المؤتمرين توافدوا إلى هناك وعقدوا المؤتمر وعادوا سريعا، وسمعنا منهم أشياء كثيرة ولم نسمع عن التفاؤل بالحل أبدا .

هناك صور على صفحات التواصل كشفت عن مشاركين نائمين في القاعة، وهناك من شرح لنا ان النوم حصل في ساعات الانتظار الطويلة المملة التي سبقت الانعقاد، لكن هناك من انتقد الفوضى التي لم تكن تتماشى مع العمل المنظمة والتظاهرة المعدة جيدا على صعيد البروتوكول في سوتشي !

أشياء كثيرة كتبت ، حتى عن اعتصام المطار وانسحاب البعض بحجة وجود علم الدولة السورية، لكن أهم ما كتب صراحة كان للكاتب السوري حسن م. يوسف وهو معروف في الأوساط السورية والعربية من خلال شخصيته ككاتب ، وقد ساهم أيضا في مد صناعة الدراما التلفزيونية بنصوص مهمة ، لكنه هذه المرة شد أمتعته وشارك مع موجات المشاركين في المؤتمر وعاد ليحكي عن تلك المشاركة بشفافية دون أن يكشف “أسرار الاجتماع المغلق” الذي ضم أكثر من ألف وأربعمائة سوري من مختلف ألوان الطيف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي ، فيبوح بشعوره بالخجل لأولئك الذين وطنه سورية ويحكي عن تلك الأفكار التي انتابته عند دعوته للمشاركة، فيقول :

عندما تلقيت الدعوة لحضور مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، كتبت على صفحتي في الفيسبوك، العبارة التالية: «صديقي السوري، أنا ذاهب إلى سوتشي، إذا أعرتك صوتي فماذا تقول؟»

ويتابع حسن م. يوسف في مقال صريح نشره على صفحته في موقع الفيس بوك :
فكرت في البداية أن أختار أكثر تلك الرسائل تكثيفاً، لأن فرصة الكلام لن تزيد على ثلاث دقائق. لكنني غضضت النظر عنها كلها وعزمت أن أحمل للمؤتمر رسالتين لا ثالثة لهما، الأولى وجهها، منذ آلاف السنين، الإله السوري بعل لأخته وزوجته وعشيقته، ربة الصيد والحرب عناة يقول فيها، كما لو أنه يخاطب سورية:

«أقيمي في الأرض وئاماً، وابذري في التراب محبة، واسكبي السلام في جوف الأرض وليهطل الحب مخترقاً جوف الحقول».

أما الرسالة الثانية التي أردت إيصالها فهي من أم شهيد شدتني من ياقة سترتي، وقالت لي والدموع تطفر من عينيها: «أريد أن يرجعوا لي ابني!»

ويكشف الكاتب السوري المذكور عن حجب دوره في إلقاء مداخلته القصيرة أمام المؤتمرين، وفيها كان يريد أن يبلغ المشاركين في المؤتمر أنهم، حتى لو اتفقوا على كل شيء، لن يستطيعوا أن يعيدوا لتلك المرأة السورية المقهورة فلذة كبدها الشهيد!

ويقول حسن م. يوسف : “لا أجد حرجاً في أن أحدثكم عن مدى شعوري بالخجل في الفندق، والباص، والمطعم، لأن من يفترض بهم أن يمثلوا سورية، ذات تسعة الآلاف عام من الحضارة، لم يتمثلوا في سلوكهم الحد الأدنى من اللباقة والانضباط، بل بلغوا في كثير من الأحيان الحد الأقصى من الفوضى والضجيج والتدافع، حتى إن عملية الصعود إلى الباص الذي سيقلنا إلى مطار سوتشي تحولت إلى معركة بالألسنة والأيدي والأرجل، ما كنت لأصدقها لو لم أرها بأم عيني!”

ترى : ماذا كان سيقول لنا حسن م.يوسف لو أنه باح بما حصل في القاعة المغلقة ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى