استطلاعات الرأي: نتنياهو يُحافِظ على قوتّه كأولٍ حزبٍ في إسرائيل ولكنّه لا ينجَح بتشكيل الحكومة والتمثيل العربيّ يتهاوى لتسعة مقاعد فقط وغانتس لن يعبر نسبة الحسم
أظهرت نتائج استطلاعات الرأي التي تمّ الإعلان عن نتائجها مساء أمس الجمعة في وسائل الإعلام العبريّة تراجعًا في تمثيل القائمة العربيّة المُشتركة، إذْ حصلت على تسعة مقاعد فقط، فيما لم تعبر القائمة العربيّة الموحدّة، التي انفصلت عنها، نسبة الحسم.
وكان كلٌّ من القائمة المشتركة المؤلفة من تحالف أحزاب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي والحركة العربية للتغيير، والقائمة العربية الموحدة التابعة للحركة الإسلامية- الجناح الجنوبي، قدّما لائحتيهما الانتخابيتين لخوض انتخابات الكنيست الـ24 التي ستجري يوم 23 آذار (مارس) المقبل إلى لجنة الانتخابات المركزية.
ويترأس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة، ويليه كل من أعضاء الكنيست أحمد الطيبي، وسامي أبو شحادة، وعايدة توما- سليمان، وأسامة السعدي، وعوفر كسيف، وهبة يزبك، ويوسف جبارين، وجمعة الزبارقة وسندس صالح وجابر عساقلة.
ويترأس قائمة “العربيّة الموحدّة” عضو الكنيست منصور عبّاس، ويليه رئيس بلدية سخنين الأسبق مازن غنايم وأعضاء الكنيست وليد طه وسعيد الخرومي وإيمان خطيب- ياسين.
يُشار إلى أنّ الاستطلاعات التي نشرتها وسائل الإعلام العبريّة، مساء أمس الجمعة أكّدت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يُحافِظ على قوّته وسيحصل على 30 مقعدًا فيما لو جرت الانتخابات اليوم، كما أنّه يتفوّق وبفارقٍ كبير على جميع منافسيه في الأنسب لمنصب رئاسة الوزراء.
ولكن على الرغم من احتلاله الصدارة، أكّدت الاستطلاعات أنّ نتنياهو سيفشل مرّةً أخرى في تشكيل حكومة برئاسته، لأنّ الأحزاب التي تدعمه لن تصِل إلى 61 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا، تتيح له تأليف الحكومة الإسرائيليّة القادمة، الأمر الذي يعني أنّ حالة الشلل في الخارطة السياسيّة الداخليّة في الدولة العبريّة ستستمّر للسنة الثالثة على التوالي، علمًا أنّ إسرائيل لم تصِل في تاريخها إلى وضعٍ مضطربٍ كما هو الحال الآن.
وبينّت الاستطلاعات مرّةً أخرى أنّ منافِس نتنياهو في الانتخابات السابقة، الجنرال المقاعِد بيني غانتس، سيعبر نسبة الحسم بصعوبةٍ بالغةٍ، في حين أظهر استطلاع آخر للرأي العام أنّ قائمة (كاحول لافان) برئاسته لن تتمكّن من اجتياز نسبة الحسم، الأمر الذي دفع العديد من الشخصيات والخبراء والإعلاميين إلى مطالبة غانتس بالتنحي جانبًا كي لا تذهب أصوات “المركز- يسار” هباءً، بحسب تعبيرهم.
ولكنّ الجنرال غانتس أكّد مساء أمس بشكلٍ لا لبس فيه أنّه عاقد العزم على مواصلة الترشّح وعدم الانسحاب من المعركة الانتخابيّة، على الرغم من أنّ جميع الاستطلاعات تؤكِّد أنّه سيسقط أوْ في أحسن الأحوال سيعبر نسبة الحسم بصعوبةٍ بالغةٍ.
من الجدير ذكره، أنّ الانتخابات المقرر إجراؤها في الثالث والعشرين من شهر آذار (مارس) القادِم، لا تُركِّز على السياسة الخارجيّة الإسرائيليّة بتاتًا، وما يتصدّر الأجندة هو فشل حكومة نتنياهو في معالجة وباء الكورونا، التي أدّت حتى اليوم إلى وفاة أكثر من خمسة آلاف إسرائيليّ، ووصول عدد المصابين إلى عشرات الآلاف.
وبالإضافة لوباء الفيروس التاجيّ، فإنّ القضيّة الثانيّة التي يتمحور حولها النقاش تتعلّق بمواصلة محاكمة نتنياهو بعددٍ من تهم الفساد وتلقّي الرشا وخيانة الأمانة، مع العلم أنّ المحكمة المركزيّة في القدس ستعقد جلسةً لسماع شهود الادعاء يوم الاثنين القادم.
وبحسب المحللين، فإنّ نتنياهو يسعى لتشكيل ائتلافٍ يضمن له سنّ قوانين جديدة تضمن له إلغاء المحاكمة، وبحسبهم فإنّ هذا الأمر سيكون قابلاً للتحقق فقط في حال حصول المعسكر المؤيِّد له على 61 مقعدًا، ولكن كما أسلفنا، فإنّ تحقيق ذلك بات من شبه المستحيل على ضوء استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت في إسرائيل.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية