الأبراج ، وقراءة الطالع !
خاص
كسر الإعلام السوري الحواجز القوية التي كانت تحول دون استخدام وسائل الإعلام لنشر كل ما يتعلق بالأفكار الاستهلاكية غير العلمية، وخاصة فقرات أولئك الذين يسمون أنفسهم ((علماء الأبراج)) أو ((قراء الطالع)) !
حصل هذا قبل أكثر من عشر سنوات، عندما تم إغماض العين عن ظهور مثل هذه البرامج في الإعلام المسموع، فظهرت نجلاء قباني عبر إذاعة صوت الشباب، وكانت إذاعة فتية نشطة تخاطب شرائح المجتمع بلغة العصر الشبابية، ثم مالبث الإعلام المرئي أن أفسح في المجال لظهور فقرات الأبراج في برامجه، وكانت نجلاء قباني من اللواتي ظهرن على الشاشة السورية بتردد بادئ الأمر، وكانت سهرات رأس السنة على شاشة التلفزيون وقتها قد كسرت المنع باستضافة ماغي فرح في أكثر من سهرة من هذه السهرات، وفي واحدة منها ظهرت أربع مرات، وقد قسمت الأبراج إلى ثلاثة أبراج في كل ظهور .
إن الرواج الذي شهدته هذه الفقرات دفعت نجلاء قباني إلى توسيع دائرة نشاطها، فغدت تقدم فقراتها على شاشة الفضائية السورية في البرامج الصباحية، ثم في الصحف، إضافة إلى الإذاعات المحلية التي وجدت منافذ هامة منها كانت بدأت بإذاعة صوت الشباب ورد ثم استقرت الآن في إذاعة ((شام إف إم)) التي تبث أيضا فضائيا .
عمليا، انتقلت العدوى من القنوات الفضائية اللبنانية، التي روجت لنجوم معروفين على هذا الصعيد وصل بهم الأمر إلى التنبؤ بما سيقع على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية إضافة إلى قراءة الطالع بأشكال مختلفة تعتمد على الاسم والمواليد واسم الأم . وكان لبنان على موعد سنوي في رأس السنة للفقرة شبه الرئيسية التي تتعلق باستضافة من يسمون بعلماء الفلك، ومن بينهم : ليلى عبد اللطيف وميشيل حايك وماغي فرح وسمير طنب ومايك فغالي، ويلجأ الإعلام التلفزيوني اللبناني أحيانا إلى عقد مقارنات موثقة بالصوت والصورة بين التوقعات المسجلة وبين الأحداث التي وقعت على الأرض فعلا، ويجري التطبيل والتزمير لما قد حصل من تلك التوقعات ..
أصدر المعنيون بتوقعات الأبراج السنوية كتبا موسمية تعرض السمات العامة لكل برج من الأبراج الاثني عشر والتوقعات المتعلقة بكل برج، وكان كل كتاب يروج عبر وسائل الإعلام لتتجاوز مبيعاته كافة الكتب الثقافية والأدبية الصادرة في الموسم ..
انتقلت العدوى إلى سورية، ولجأت نجلاء قباني إلى إصدار كتاب روجت له بحفل توقيع مهم دعت فيها الصحفيين والإعلاميين الذين يمكن أن يحضروا وغيرهم من المهتمين، وقد شهدت حفل التوقيع الأول حضورا مقبولا، ثم اتسعت دائرة الشهرة أكثر من المتوقع .. وتبدو نجلاء قباني اليوم من الصف الأول على هذا الصعيد، لكن سطوع نجم ((سمر عمران)) إذاعيا أثار اهتمام ربات البيوت ومستمعو الاذاعات الذين رأوا في طريقة سمر عمران أكثر منهجية في التعاطي مع الأسئلة التي تطرح عليها والتي تعتمد على الاسم واسم الأم والمواليد، وتقدم شيئا من النبوءة!!..
تحولت المحطات الفضائية إلى واحدة من النوافذ التي تظهر عليها سمر عمران لتقدم ما عندها، وفي عامين متتالين ظهرت سمر عمران على الفضائية السورية ، وعلى قناة سورية دراما ، ولم تظهر نجلاء قباني على هاتين المحطتين ..
كان الإعلام الخاص النافذة التي استوعبت النشاط اليومي لنجلاء قباني، فإذا هي تظهر على تلفزيون الدنيا الذي حجب عنها طيلة فترة إدارة الدكتور فؤاد شربجي له حيث منع ظهور مثل هذه الفقرات التلفزيونية، كما تظهر الآن على قناة سما إضافة إلى ظهورها الإذاعي في ((شام إف. إم)) ، وظهورها الصحفي في صحيفة الوطن المستقلة، وهو ظهور يومي ممنهج !
وهناك محاولات لأسماء شابة حاولت اقتحام الإعلام من هذا الباب، لكنها لم تجد فرصتها بعد!!