الإبـداع
خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )
مَيلُ النُفوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى ******* وَالمَيلُ يوشِكُ أَن يَكونَ غَراما
وَتَطَوَّراتُ الدَهرِ تَلعَبُ بِالنُهى ******* حَيثُ العُلا تَستَنهِضُ الأَقواما
لَولا ضِياءُ العِلمِ ما عَرَفَ الفَتى ****** مَعنى الحَياةِ وَلا بَنى الآطاما
مِفتاحُ مَكنونِ الوُجودِ وَسِرِّهِ ******* وَصَوانُ ما ذَخَرَ الغِنى وَأَقاما
أَرَأَيتَ كَيفَ العِلمُ مُعجِزَةُ الوَرى؟ ****** أَرَأَيتَ كَيفَ يُحَقِّقُ الأَحلاما ؟
الشاعر: حمّاد الباصوني
أعزائي ….
تحدثنا في المقالين السابقين عن مصطلح ” التفكير خارج الصندوق ” وتوقفنا عند فكرة إلى أين يؤدي هذا المصطلح …؟؟
بالطبع غالباً ما يؤدي ” التفكير خارج الصندوق ” إلى الإبداع …!!
الإبداع الذي نحتاجه ونرمي إليه والذي عبّرعن أهميته هارول أندرسون بقوله :
” تكمن أهميّة الإبداع في كونه عمليّة إنتاج تشهد كلّ لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية ، ليس ذلك فحسب بل تكمن الأهميّة في كون الإبداع ضرورة من ضرورات الحياة.!! ”
والآن أين نحن كأمّة عربية من الإبداع ؟؟؟؟
للأسف بعد أن كنّا في يوم من الأيام السبّاقين في عمليات الإبداع فلكم أن تعلموا أنّ أكثر من 1000 اِختراع من اِختراعات الحاضر يرجع أصوله وقوانينه إلى إبداعات أجدادنا العرب في الوقت الذي كانت فيه أوربّا تغط في عصر الظلام كنّا نحن في عصر التنوير!! اليوم أصبحنا في آخر الركب و سبقنا الغرب..!!
ولكن لن نقف ونبكي على الأطلال بل سنجتهد ونبذل كل الجهود وعندنا أمل أن ننهض و نعود إلى نهج أجدادنا ونسير على خطاهم ونُخرج إبداعات جديدة في شتّى مجالات الحياة !! ولذلك دعونا نتعرف على معنى الإبداع …!!
هناك تعاريف كثيرة لكنّي اِخترت لكم بعضها :
* ” الإبداع هو عملية الإتيان بجديد ” طارق سويدان
* الإبداع أن ترى مالايراه الآخرون !!
* هو تنظيم الأفكار وظهورها في بناء جديد إنطلاقاً من عناصر موجودة !!
* وهو قدرة شخص على الانسلاخ من نمط تفكير سائد وعادي والظهور بأفكار جديدة مبتكرة !!
* هو دمج الآراء القديمة والجديدة بصورة وقالب جديد حيث يمكن بالطبع أن تبدأ من حيث اِنتهى الآخرون وتنظم الأفكار وتُعيد ترتيبها وتضيف عليها بصمتك وإضافات حديثة فتصبح إبداعاً جديداً . !!
وهنا أقف لإضافة ومضة صغيرة …
كثيراً ما يقولون لي حسناً إن الإبداع هو إلهام ؛ أي يأتي لناس دون آخرين فهل هذا صحيح ؟؟؟؟
يقول أديسون : ” إنّ العبقريّة ( الإبداع ) 99 % جهد و 1 % إلهام ” وأنا أقول من غير الـ 99 جهد حتى الـ 1 % إلهام لن تحصل عليه ؛ إذ أنّه بعد تجارب كثيرة جداً اِتضح أنّ هذه الومضة الإبداعية التي تسمى ( الإلهام ) تأتي بعد بذل الجهد والتفكير والمحاولات إذن فالإبداع عملية ولها خطوات متسلسلة وليس حدث يحدث هكذا فجأة ويهبط عليك !!
وأود أن أقول أنّ كل إنسان فينا يستطيع أن يكون مبدعاً في شيء ما أو مجال ما فلا تسمح لنفسك أو لأحد بأن يخبرك بأنك لست مبدعاً فالإبداع ليس حكراً على أحد وليس صفة وراثية ؛ وأي إنسان يستطيع تطوير التفكير الابتكاري لديه إذا تحلّى بصفات المبدعين فهم أناس يحبون البحث والتطوير والاستكشاف والمعرفة وكثرة المطالعة ومواكبة التطوّر، ولا يملّون من العمل والتجارب ولا تُثني عزائمهم كثرة السقوط والفشل ؛ ويحبون خوض المجهول دون تهور وقاعدتهم في ذلك :
” إنّ من يخاطرون بالدخول إلى المجهول هم فقط من سيمكنهم أن يدركوا إلى أي مدى يمكن للمرء أن يتقدم ..!! ” ؛ والمبدعون أناس يستخدمون خيالهم بشكل كبير فهو يتجاوز بهم الحدود .
وهم لا يأبهون بسخرية أو نقد ففي بداية الستينات مثلاً كانت الشكوك والسخرية تُحيط بأفكار واستحالة وصول الانسان للقمر لكنّه وصل !! علينا إذن ألا نتهيّب من طرح أفكارنا الإبداعية مهما سخر منها الآخرون ..
فلنبحث ولنبدأ لكي نوسّع لأنفسنا مكاناً بين الأمم من جديد بل علّنا نستعيد صدارة كانت لنا وليكن عمل جاد وليس مجرد أمنيات وأحلام .
وفي الختام أقول لكم إن المبدع هو إنسان وجد نقطة مشتركة بين قمة المستحيل وقاع وقيود الواقع وانطلق من هذه النقطة ليجعل المستحيل ممكناً … !!
والإبداع ليس فقط أن تمتلك مهارات ولكن أن تجد إسلوب جديد للتعبير عنها وإخراجها إلى النور !!
” الابداع على كل المستويات هو أحد أهم السبل لنهضة الأمة من جديد …. إِنهض وأبدع فالأمة تنتظرك لتضع بصمتك !! ”
لكم مني أطيب التحيّات
* مدربة تنمية بشرية
www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet