الإخوان أقرب إلى القبول السياسي في مصر
دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء الثلاثاء إلى إطلاق حوار وطني شامل “من دون تمييز ولا استثناء”، في ما يشير الى إمكانية مشاركة جماعة الاخوان المسلمين التي اطيح بحكمها قبل تسع سنوات.
وذكرت وسائل اعلام مصرية ان السيسي كلف إدارة المؤتمر الوطني للشباب بالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار سياسي حول أولويات العمل الوطني خلال المرحلة الراهنة.
وقالت صحيفة الاهرام الحكومية ان السيسي طلب خلال كلمة له في حفل “إفطار الأسرة المصرية” السنوي “رفع نتائج هذا الحوار إليه شخصيا مع وعده بحضور المراحل النهائية منه”.
وكان السيسي قال الاسبوع الماضي ان مصر بحاجة الى حوار سياسي شامل، ينسجم مع رؤية “الجمهورية الجديدة” التي تعني عهدا يتضمن تغييرات كبيرة عمرانية واقتصادية وسياسية.
وقالت صحيفة اليوم السابع ان “السيسي كلف بإجراء هذا الحوار مع كل القوى السياسية بدون استثناء ولا تمييز”.
وربما يعني هذا مشاركة جماعة الاخوان المحظورة والمصنفة ارهابية التي حكمت مصر عاما واحدا انتهى باحتجاجات واسعة أدت الى عزل الرئيس الراحل المنتمي للجماعة محمد مرسي.
الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية
وليس من المستبعد الان مشاركة الاخوان في الحوار الوطني الذي دعا اليه السيسي، مع تحسن العلاقات بين مصر من جهة، ومن جهة اخرى تركيا وقطر الداعمتين الرئيسيتين للجماعة التي شهدت تراجعا واسعا في شعبيتها على مستوى مصر والمنطقة ايضا.
وتطرقت كلمة السيسي للأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها مصر منذ 2011 وحتى فترة حكم مرسي ما بين 2012 و2013 والتي كان فيها وزيرا للدفاع.
وقال الرئيس المصري في كلمته المتلفزة إن “إخلاصه دائما لم يكن لشخص ولكن لله ثم لحماية الوطن”. وأضاف السيسي “عندما أقف هذه الوقفة مع الرئيس مرسي الله يرحمه كانت وقفة لصالح مصر”.
كما قرر السيسي إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تشكلت أواخر 2016 “على أن توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية”.
وأعرب عن سعادته “بالإفراج عن دفعات من أبناء مصر خلال الأيام الماضية” وشدد على أن “الوطن يتسع لنا جميعا والاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية”.
والأحد ذكرت مصادر حقوقية وسياسية مصرية بينهم ان النيابة العامة قررت إخلاء سبيل 41 شخصا بينهم نشطاء وذلك بعد يومين من حديث السيسي عن حاجة البلاد لـ”حوار سياسي”.
وقال السيسي خلال الحفل الثلاثاء إنه “على المستوى الشخصي حريص على تفعيل برامج الإصلاح السياسي لكن كانت هناك أولويات في العمل الوطني خلال الفترة الماضية”.
واضاف “نود إطلاق حوار لكل القوى السياسية وعرض نتائجه على مجلسي النواب والشيوخ لمزيد من النقاش بحيث يتم تفعيله مع إطلاق الجمهورية الجديدة”.
وشهد حفل إفطار الأسرة المصرية الذي يقام سنويا منذ 2017 مشاركة واسعة من الشخصيات العامة والمواطنين ورؤساء الأحزاب السياسية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والوزراء.
وذكرت الاهرام ان السيسي رحب خلال الحفل بالسياسي حمدين صباحي الذي نافسه في انتخابات الرئاسة عام 2014 والصحفي المعارض خالد داود والمخرج المعارض خالد يوسف عقب مشاركته بالإفطار.
وأفادت بأن السيسي صافح المعارضين الثلاثة ودار بينهم “حديث ودي”.
ميدل إيست أون لاين