الاتصالات متعثّرة: لا تهدئة في غزة
في حين تتواصل الكثافة النارية للمقاومة الفلسطينية وسط ثبات في معدل إطلاق الصواريخ، في اليوم السادس للمواجهة العسكرية بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، لا يزال جيش الاحتلال عاجزاً عن استهداف أهداف تابعة للمقاومة في قطاع غزة ليعود إلى قصف الأبراج، تزامناً مع ادعاءاته الكاذبة باغتيال قيادات في المقاومة.
وعلى الرغم من تحرك العديد من الأطراف العربية والدولية في هذا السياق، التي كان آخرها وصول هادي عمرو المبعوث الأميركي لدولة الاحتلال بهدف التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين المقاومة ودولة الاحتلال، لا تتقدم مباحثات التهدئة إذ «لم تصل الحركة أي أوراق أو عروض للتهدئة حالياً»، بحسب مصدر قيادي في حركة حماس تحدث إلى «الأخبار».
وكشف المصدر أنه «بينما يجري المصريون اتصالات مع دولة الاحتلال، تراجع الاتحاد الاوروبي عن أي دور وساطة بين حماس ودولة الاحتلال»، مؤكداً أن «الاتصالات المصرية لم تحدث أي اختراقات في ظل رفض الاحتلال ربط ما يجري في غزة مع ما يجري في القدس».
وبحسب المصدر نفسه، لا تزال حركة حماس «ترفض التعاطي مع أي اتصالات لا تتضمن الحديث عما يجري في مدينة القدس والشيخ جراح»، لافتاً إلى أن الحركة «ليست في عجلة من أمرها وستواصل المواجهة العسكرية مع الاحتلال بنفس طويل لحين تحقيق أهدافها»، وأن «محاولات الضغط التي يمارسها الاحتلال على الحركة عبر رفع فاتورة المعركة عبر ارتكاب مجازر بحق المدنيين لن تدفع الحركة للتراجع».
وفيما أكّدت حماس جاهزيتها لقصف تل أبيب لستة أشهر بشكل متواصل، أعلنت سلطات الاحتلال عن مقتل مستوطن في مدينة تل أبيب بفعل صواريخ أطلقت من قطاع غزة ظهر اليوم بحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، بالإضافة لعشرات الإصابات وأضرار واسعة في أربعة مبانٍ.
وفي رسالة على ترابط قطاع غزة بالضفة الغربية، تعدّت صواريخ المقاومة مدن الداخل الفلسطيني المحتل لتصل إلى مستوطنة «موديعين» المقامة غرب مدينة رام الله التي أعلنت كتائب القسام قصفها «إهداءً لأرواح شهداء الضفة المحتلة وانتقاماً لدمائهم».
وفي المقابل، أدى عجز جيش الاحتلال في تحقيق إنجازات على الأرض في قطاع غزة للضغط على المقاومة عبر تكثيف القصف الليلي لقطاع غزة واستهداف الأبراج السكنية في قطاع غزة، لا سيّما التي تضم مكاتب صحفية دولية ومحلية. وكان برج «الجلاء» آخر الأبراج التي تمّ قصفها بنيّة الحؤول دون توثيق ما يجري في القطاع على مدار الساعة، فيما زعم جيش الاحتلال أن المكاتب الإعلامية المدنية الموجودة في البرج تتستّر وراءها حركة حماس وتستخدمها دروعاً بشرية.
وفي هذا الإطار توعّدت المقاومة الفلسطينية بردٍّ قاسٍ على استمرار سياسة استهداف الأبراج، إذ قال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، عبر حسابه على «تلغرام» بعد قصف البرج المدني في غزة: «على سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على رجلٍ واحدة وينتظروا ردنا المزلزل»، في حين قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي: «العدو باستمرار عدوانه وارتكابه لمجزرة مخيم الشاطئ وهدم المباني والأبراج المدنية يرتكب حماقة سيدفع ثمنها غالياً غالياً».
وجنوب قطاع غزة، استهدفت كتائب القسام تجمعاً لجنود الاحتلال في موقع كيسوفيم باستخدام طائرة «شهاب»، فيما أعلنت سرايا القدس قصف التجمعات نفسها بقذائف هاون من العيار الثقيل، تلاها وصول طائرة مروحية عسكرية للمكان لإخلاء الجرحى بحسب مصادر فلسطينية محلية.
وكانت طائرات الاحتلال قصفت صباح اليوم ثلاثة منازل مدنية في مدينتي غزة وخانيونس في القطاع بعد إطلاق صواريخ من طائرات «أف 16» ما أدى إلى تسويتها أرضاً، فيما أصيب عدد من المواطنين بعد إطلاق صاروخ تجاههم من طائرة استطلاع إسرائيلية في حي الشجاعية.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 139 شهيداً بينهم 39 طفلاً و 22 سيدة في حين تجاوز عدد الاصابات 1000، بينهم أطفال ونساء بحالات خطيرة، وذلك بعد ارتكاب الاحتلال مجرزة بحق عائلة فلسطينية في مخيم الشاطئ بعد قصف منزلهم، ما أدى لاستشهاد امرأتين وثمانية أطفال.