“البقيق”.. قلب صناعة النفط السعودي يتوقف عن النبض مؤقتا
أعلنت جماعة “الحوثي” اليمنية، السبت استهداف منشأتين نفطيتين سعوديتين بـ 10 طائرات مسيرة، بعد ساعات من إعلان الرياض إخماد حريق شب في معملين تابعين لشركة “أرامكو والمعملان المذكوران هما “بقيق” و”خريص”، ويعتبر الأول منهما قلب صناعة النفط السعودي، لكنه توقف مؤقتا عن النبض منذ السبت الماضي، بعد تعرضه للهجمات.
ومعمل “بقيق”، جزء من حقل نفطي يحمل الإسم ذاته شرق السعودية، وهو ثاني أكبر حقول البلاد، بعد حقل “رأس شيبه” الذي تم اكتشافه عام 1940 يؤدي معمل بقيق دورا محوريا في الأعمال اليومية لشركة “أرامكو” السعودية، بوصفه أكبر مرفق لمعالجة النفط، وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم، والذي بدأ عمله عام 1940.
وتتلقى مرافق النفط في بقيق، النفط الخام “المر” من معامل فرز الغاز، لتعالجه وتحوله إلى نفط خام “حلو”، ثم تنقله إلى رأس تنورة والجبيل، على الساحل الشرقي، وإلى مدينة ينبع على الساحل الغربي، ومصفاة بابكو في البحرين.
وترسل المحطة، الغاز المنبعث كمنتجات ثانوية من الخزانات شبه الكروية وأعمدة التركيز كجزء من عملية التحويل، إلى مرافق سوائل الغاز الطبيعي في بقيق لإخضاعها لعمليات معالجة إضافية وتعد محطة بقيق، المركز الرئيس لمعالجة النفط الخام العربي الخفيف جدا والعربي الخفيف بطاقة تزيد عن 7 ملايين برميل في اليوم، تشكل نحو 70 بالمائة من إنتاج السعودية.
وبذلك، يعالج حقل بقيق 6 بالمئة من إجمالي الاستهلاك اليومي العالمي للطاقة النفطية أُغلق الحقل خلال الحرب العالمية الثانية، ثم استأنف عمله عام 1944؛ وفي العام 1981 تمت توسعة معامل بقيق لتصبح المركز الرئيس في أرامكو لمعالجة الزيت الخام العربي الخفيف والخفيف جداً.
كما يتميز حقل “بقيق” بأهمية دولية، كونه يربط السعودية بمملكة البحرين من خلال خط أنابيب النفط الخام الذي أنشئ عام 1945 أما حقل خريص، وهو ثاني الحقول التي تعرضت للهجوم المذكور، فيقع بين الأحساء والرياض، على بُعد 150 كلم جنوب شرقي العاصمة الرياض.
ويُنتج الحقل 300 ألف برميل في اليوم، وقد بدأ مشروع زيادة الإنتاج في خريص، والذي يشمل تطوير حقلي “أبو جفان” و”مزاليج” إنتاج النفط الخام في يونيو/ حزيران 2009 وتعالج مرافقُ الغاز في المجمع الغازَ المصاحب بقدرة مناولة 70 ألف برميل في اليوم من المكثفات، و320 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز.
وتمكنت “أرامكو” السبت، من السيطرة على حريقين نشبا في المعملين التابعين لها شرقي المملكة، بعد استهدافهما بالطائرات المسيرة وأوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، قوله، إن استهداف المنشأتين شرقي المملكة، نتج عنه “توقف مؤقت في عمليات الإنتاج”.
وحسب التقديرات الأولية، أدى الهجوم إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 ملايين برميل، أو حوالي 50 بالمئة من إنتاج الشركة ويعتبر الهجوم على منشآت نفطية سعودية، الأكبر منذ إطلاق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، صواريخ باليستية من طراز “سكود” على المملكة خلال حرب الخليج الأولى.
وتعد السعودية ثالث أكبر منتج عالمي للنفط الخام، بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا، بمتوسط إنتاج يومي 9.8 ملايين برميل يوميا لكن المملكة، هي أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، بمتوسط 6.4 ملايين برميل يوميا، فيما تعتبر أسواق دول شرق وجنوب شرق آسيا، أكبر أسواقها للخام.
ويعد النفط الخام، مصدر الدخل الأبرز للمملكة، بأكثر من ثلثي الإيرادات المتحققة خلال العام الماضي، وفق بيانات وزارة المالية السعودية وفي 2018، بلغ إجمالي الإيرادات النفطية للسعودية نحو 607 مليارات ريال (161.87 مليار دولار)، حسب بيانات الميزانية، تشكل نسبتها 67.8 بالمئة من مجمل الإيرادات بينما يتوقع أن يبلغ إجمالي الإيرادات النفطية في 2019، نحو 662 مليار ريال (176.53 مليار دولار)، تشكل نسبتها 67.9 بالمئة من مجمل الإيرادات.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية