التغييرات المفاجئة والعنيفة للطقس والمناخ!
دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة
الحديث عن تغييرات المناخ لا يتوقف في سورية، كما هو الحديث عنها في العالم، فالفيضانات التي وقعت مؤخرا في شوارع دمشق وفي غير وقتها، لم تكن حدثا عاديا في حياة السوريين، وخاصة أن مثل هذا النوع في الأحوال الجوية لا يرد إلاّ من باب التندر. وثمة صورٌ يجمعها هواة الحديث عن الماضي يظهر فيها فيضان نهر بردى وقد غمر شوارع دمشق في أكثر من موسم ، كما يظهر فيضان نهر قويق في حلب في أكثر من موسم حيث يعجز الناس عن عبور الشارع بسبب ارتفاع المياه !
وفي الآونة الأخيرة جرى تداول تعليمات بواسطة الواتس أب تتحدث عن ارتفاع كبير في درجات الحرارة وكيفية التعامل معها وخاصة بشأن تعبئة بنزين السيارات وتركها في الشمس وغير ذلك، وكان هناك إشارات إلى أن الحرارة قد تصل إلى الخمسين درجة!
ولم تأت المصادر الرسمية السورية، المعروفة بدقتها وحذرها في الحديث عن تنبوءات من هذا النوع، لم تأت على أي ذكر لأشياء غير عادية ستقع على صعيد المناخ، ومع أن بعض الكتابات نشرت حول الاحتباس الحراري في الغـلاف الجوي، إلا أن شيئا لم يذكر عن تغييرات مفاجئة ستحصل في الأيام القادمة.
ونشرت صحيفة تشرين قبل أسابيع أجوبة تتعلق بتساؤلات طرحتها الصحفية يسرى ديب على مدير سلامة الغلاف الجوي في وزارة الإدارة المحلية والبيئة إبراهيم العلان طرح فيها تفسيره لهذه الظواهر التي واجهت البلاد من حيث المطر الكثيف وارتفاع الحرارة، ونفى وجود أي علاقة للحرب والسلوكيات الناتجة عنها بوجود هذه الظاهرة، وقال : إن ما لاحظناه من هطلات مطرية غزيرة لم نألفها في مثل هذه الأوقات من السنة، ناجم عن ظاهرة التغيرات المناخية والتي تعد ظاهرة بيئية عالمية نتجت عن زيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عن الحدود المطلوبة لعملية التوازن الحراري على الأرض منوها إلى ذوبان كميات كبيرة من الجليد القطبي وارتفاع سطح البحر نتيجة ذلك، والتأثير على المناطق الساحلية، وعلى الدول الجزرية الصغيرة المنتشرة في المحيطات.
و لم تمض أسابيع على مانشرته صحيفة تشرين حتى عاد الحديث في مواقع المناخ عن توقعات لموجات حارة بدأنا نلمسها نحن في سورية منذ مطلع تموز ، وقد فسّرت بعض المواقع والتقارير المختصة ذلك نتيجة لتغير في حركة المنخفضات الحركية (أي بجبهة دافئة و باردة) في أوروبا، فهي خلال ال 30 يوما الماضية لم تعد تدخل من جهة الأطلسي أي من جهة الجزر البريطانية كما هو سائد بل عن طريق شمال شرق أوروبا عبر شمال موسكو.
إضافة إلى ندرة وجود المنخفضات الحركية الماطرة واقتصارها على حالات عدم استقرار جوي، ويعود سبب ذلك إلى ركود كبير في حركة ونشاط الضغوط الجوية القادمة من الأطلسي وهي تؤثر على مجمل حركة الضغوط الجوية في كل المنطقة و علينا مما يؤدي إلى تخبط في الحالة الجوية و سيطرة حالات عدم الاستقرار الجوية و تغير في مسارات تلك الضغوط و الرياح المرافقة لها مما يؤدي أيضا إلى تسريبات شديدة البرودة على بعض مناطق أوروبا وبنفس الوقت تتوغل موجات حر شديدة من إفريقيا و من منطقتنا عبر المنخفض الموسمي الهندي و توغلهما على بعض مناطق أوروبا — وان حدث تصادم بين الكتلتين و هو أمر متوقع سيؤدي إلى حالات عدم استقرار عنيفة جداً و بالتالي إلى فيضانات هائلة اسوأ بكثير مما حدث حتى الآن..!
وفي توقعات الأحوال الجوية السورية برؤية علي علي الأخيرة تنبأ بموجة حارة بين المتوسطة والشديدة نتيجة المنخفض الهندي الموسمي في نشاط واضح وقوي “نسبيا” لأول مرة هذا الموسم ، وقد بدأ ذلك يوم الاثنين وربما تستمر حتى يوم الجمعة القادم 6 تموز قبل أن تتراجع شدتها تدريجيا !
أما المتنبئ باسل كيلاني فنشر على صفحته أنه سيستمر تعمق امتداد المنخفض الموسمي الهندي، من الشمال الشرقي لسورية عبر الجزيرة السورية وهو منخفض جوي جاف حار، و يؤثر بشكل متباين على سورية، ولن يكون هنالك تصادم مع رياح غربية رطبة. وقال : بدأ تأثيره الاثنين من منطقة الجزيرة وانتشر تأثيره على بعض مناطق من سورية، موضحا أنه لا تأثير على المنطقة الساحلية-الغاب- الشمالية-الوسطى-الجنوبية-القلمون وان هناك تأثيرا كبيرا على الجزيرة-دمشق وريفها-الشرقية-البادية-ريف الوسطى الشرقي.
وفي توقعات أخرى كان هناك دعوة لترقب الحالة المطرية الأولى في تموز على بعض مناطق سورية ، حيث جرى التأكيد على أنه لن يكون اغلب المنخفض هادئا و قد نشهد عودة المنخفض الشامي بهطولات مطرية مع أجواء باردة معتدلة وأصبح أمر تحققه مسالة وقت ، وجاء حرفيا : “لننتظر ونرى ماذا سيحمله لنا شهرا تموز و أب”..
وفي نشرة إذاعة دمشق صباح الثلاثاء أفادت النشرة الجوية بعبارات دقيقة إلى أن درجات الحرارة تستمر في ارتفاعها لتصبح أعلى من المعدل بنحو 4 إلى 6 درجات مئوية نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض جوي سطحي من الجنوب الشرقي مترافق بامتداد ضعيف لنرتفع جوي شبه مداري في طبقات الجو العليا .