علاقات اجتماعية

التوازن الفردي من أجل حبٍ مشعّ!

ينتظر العشاق تاريخ 14 شباط للاحتفال بعيد الحب والتعبير عن مشاعرهم للشريك وكأنَّ الحب يتوقف طيلة 364 يوماً ليتكرَّس بتاريخ يحدد مكانه وزمانه. هذا العيد الذي يحتفل به الناس في أنحاء العالم يعبِّر من خلاله المحبون عن أحاسيسهم بعضهم تجاه بعض من طريق إرسال بطاقات الحب أو الزهور أو شراء الهدايا والتخطيط للاحتفال. هذا اليوم الذي يرتكز على تبادل الحب يسعى من خلاله الشريك إلى إسعاد الآخر من دون الأخذ بعين الاعتبار سعادته الشخصية أو مشاعره وأفكاره ليجد نفسه في مأزق مليء بالخلافات مؤدياً إلى عدم توازن العلاقة. نحن نتكلم على علاقة، من هنا ضرورة وجود شريكين لا يلغي واحدهما شخصية الآـخر، لأنَّ ذلك يعيق سلامة العلاقة وصحتها. تشرح الاختصاصية والمعالجة النفسية لوزان فرح خيرو في حديث لـ “النهار” أنَّ ” التوازن الفردي هو قاعدة أساسية للانطلاق نحو بناء علاقة صحية وصحيحة مع الشريك الآخر”. فكيف ذلك؟

التوازن الفردي من أجل حبٍ مشعّ!
احترام الشخصية:

نتكلم دوماً عن الآخر والتضحية من أجل الآخر، ولكن لا نتكلم عن أنفسنا ودورنا في إنجاح العلاقة. لكي نشعر بوجود الحب والشعاع بين أي شريكين يجب أن يكون هذا الشعور نابعاً من داخل الشخص نفسه و التوازن الفردي من أجل حبٍ مشعّ! ضروري . فإذا كان الشخص متزناً نفسياً سينعكس هذا على علاقته بالطرف الآخر. ففي أي علاقة يجب أن يصغي الشريك إلى نفسه، أن يخصص بعض الوقت لنفسه، أن يلتقي مع ذاته ويتصالح معها قبل الحديث عن المشاركة ومعرفة واحترام شخصية الآخر ورغباته.

في العلاقة نختلف ونغضب ونحزن، ونلوم الآخر معتبرين أنه المسبب لهذا الخلاف. ولكن في هذه المرحلة يجب أن نقف قليلاً ونسأل هل نحن غاضبون أم الآخر أغضبنا؟ هل نحن نقلل من احترام ذاتنا أم إن الآخريقلل من احترامنا؟ ومن المهم إيجاد مساحة للسؤال الداخلي: هل ما نقوم به يعطينا طاقة شخصية، هل شعورنا إيجابي أم في داخلنا فوضى وبركان؟

العلاقة الحميمة المشتركة أو الشخصية: إحدى قواعد العلاقة الثنائية الناجحة والمتوازنة هي الاحترام، ما يوجب علينا احترام الآخر وفرض احترامنا عليه. وهو أحد مكنونات السعادة ويطيل أمد العلاقة. من الضروري أن يكون هناك مشاركة بين الاثنين ولكن ذلك يجب ألا يلغي خصوصية الفرد إذ من حق كل واحد أن يمتلك ما نسميه حديقة سرية (JARDIN SECRET).

عدم ربط سعادتنا بالآخر: يربط الثنائي سعادته بسعادة الشريك الآخر، ينتظر السعادة من الخارج. نقول لأنفسنا عندما نتزوج ستأتي السعادة، هذا معتقد خاطىء، الأصح هو عندما نكون سعداء سنبني زواجاً سعيداً. وسنجعل العلاقة سعيدة، وليس العكس. علينا أن نعرف رغباتنا ونعي مشاعرنا، ونتشارك الحب ونتبادل المشاعر مدركين قدراتنا وأهدافنا من العلاقة لجعل أمدها طويل.

الشق الفكري:

يجب على الثنائي تنمية قدراتهم الذهنية من خلال القراءة والسعي إلى التطور الفكري المستمر من أجل التقدم وتحقيق الأهداف. فالنجاح يعطي شعوراً بالأمان الداخلي ومردود سلام وفرح وصورة إيجابية عن الذات، مما ينعكس إيجاباً على العلاقة.

الاهتمام بالشق الجسدي: من الأساسي أن يولي الشريكان اهتماماً بمظهرهما الخارجي. والاهتمام بجسدهم وممارسة الرياضة والحفاظ على صحة سليمة. أو الخروج إلى الطبيعة وممارسة الأنشطة المختلفة. ما ينعكس على نظرة الشخص لذاته وثقته بنفسه مما يؤدي إلى نجاح العلاقة.

الشق الاجتماعي:

يجب أن يمتلك الشريكان أصدقاء. من الجيد أن يكون هناك رفاق مشتركون بينهما يخططون معهم للقاءات. ولكن من الضروري أن يمتلك كل منهما أصدقاء مختلفين يمتلكون أفكاراً مشتركة، ما يزيد من ثقتهم بأنفسهم وتوازنهم الداخلي . ما ينعكس على توازن الثنائي وراحته.

وتختم خيرو في الإشارة إلى أنَّ “الشخص القادر على حب نفسه يمكنه حب الآخر، ومن يعرف رغباته يمكنه تفهُّم رغبات الآخر. فإذا تحاورت مع نفسي بإمكاني التحاور مع الشريك. فهمه ومساعدته في تحقيق أحلامي وأحلامه، لنصل إلى إنجاح العلاقة. فالتوازن الشخصي ومعرفة كل شخص لأهدافه حجر أساس لبناء العلاقة الصحيحة. وإحدى القواعد الأساسية في حياة الثنائي أن نكون سعيدين لنتمكن من تقديم السعادة للآخر. ومن المهم أن يعي أي شخص أنَّ الزواج وحده لا يجلب السعادة، إنما الفرد الناجح والسعيد يستطيع أن يحوِّل الزواج إلى شراكة سعيدة”.

فحبُّ الذات ضروري وليس من باب الأنانية، بل يعلمنا التعامل معها وحبها وتطويرها، ولا يمكن أن تفيض مشاعر الحب خارجنا ما لم نشعر بأنَّ داخلنا ممتلىء بها.

صحيفة النهار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى