الجامعة الأميركية بالقاهرة توثق رقميا صورا نادرة لتاريخ مصر

قامت مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأميركية بالقاهرة مؤخرا برقمنة وإتاحة مجموعة من الصور من أوائل القرن العشرين، تضم صورا توثق الأحداث الرئيسية في التاريخ المصري، مثل ثورة 1919، مهرجان الزهور لعام 1914، وتتويج موكب السلطان حسين كامل، الذي حكم مصر من 1914-1917، ومشاهد أخرى توضح الحياة اليومية في مصر في ذلك الوقت.

يقول مارك مولهاوسلر، مدير مركز التميز لمنطقة الشرق الأوسط والثقافات العربية في مكتبة الجامعة الأميركية بالقاهرة “تعد هذه المجموعة من المجموعات المتميزة لأنها تتيح لنا تتبع التطور الذي حدث في مدينة القاهرة مع مرور الوقت، ويمكن أن تستخدم الصور للمقارنة بشكل القاهرة الحديثة الآن”.

ويشير إلى طبيعة المجتمع الدولي المتواجد في المدينة آنذاك والتي تنعكس على أسماء المحلات المكتوبة بلغات مختلفة. يقول مولهاوسلر، “تبدو مدينة القاهرة في ذلك الوقت عالمية للغاية أكثر بكثير مما هي عليه اليوم. يظهر الطابع العالمي في القاهرة بشكل واضح في هذه الصور”.

يوجد في هذه المجموعة 48 صورة توثق ثورة 1919، حيث يظهر مجموعات من الأشخاص في مسيرة واحتجاج في الشارع ويبدو أنها تم تصويرها من شرفة.

يقول ريدر كوبا، الذي كان مسئولا عن إدارة رقمنة المجموعة في الأرشيف الرقمي بالجامعة، “من الصعب التوصل إلى استنتاجات تاريخية كثيرة بسبب تصوير اللقطات عن بعد لكن تساعد الصور على تخيل شكل الاحتجاجات في ذلك الوقت”.

يظهر بالصور أشخاص يسيرون ويحملون لافتات ويقول مولهاوسلر، “المدهش بالنسبة لي أن المظاهرات تبدو منظمة بالرغم من كونها ثورة. تظهر معظم الصور المتظاهرين بشكل عام وهم يقفون أو يمشون”.

وقد عثر مولهاوسلر منذ عام أثناء زيارته محل للتحف والأنتيكات في المعادي على جهاز التاكسيفوت من القرن العشرين، وهو جهاز يستخدم لعرض الصور الفوتوغرافية بشكل ثلاثي الأبعاد.

حصل مولهاوسلر مع الجهاز على المجموعة التي تتكون من 800 شريحة مجسمة ومجموعة من الصور التي التقطت بين عامي 1913 و 1921.

تتكون كل شريحة من صورتين، جنبا إلى جنب، تم تصويرهما من زوايا مختلفة وعند رؤية الشريحة من خلال النظر في الجهاز تظهر الصور في شكل ثلاثي الأبعاد.

يقول كوبا “توفر هذه الصور لنا لقطات من الحياة الاجتماعية في مصر في ذلك الوقت، وما يجعل هذه المجموعة فريدة من نوعها هو كونها مجموعة شخصية، لذلك لا توجد في أي مكان آخر خارج الجامعة الأميركية بالقاهرة.”

كما تشير الصور إلى أن المصور كان من الطبقة الاجتماعية المرتفعة، ويشير مولهاوسلر إلى أنه يمكن رؤية فيلا وسيارة في الصور، كما تشير الصور إلى سفر المصور إلى فرنسا كل صيف.

يقول كوبا، “لقد كان مصور هذه المجموعة منظما بشكل خاص، وكتب وصفا موجزا باللغة الفرنسية وقام بترقيم كل شريحة. وقد ساعد ذلك على رقمنة الشرائح الفوتوغرافية بطريقة عملية وسريعة نسبيا”.

يقول مولهاوسلر “من النقاط المثيرة للاهتمام أن الرقمنة لا تعني فقط مسح الصورة الفوتوغرافية، بل هي أيضا عملية صعبة وتستهلك الكثير من الوقت وذلك لإعداد بيانات تشرح كل صورة أو بيانات وصفية مرافقة للمجموعة الرقمية.”

أضاف مولهاوسلر، “نحاول أن نتوقع كيف يمكن للباحثين استخدام تلك الصور ونحاول أن نجعل هذه الصور متاحة لهذا الغرض ويمكن أن يشكل ذلك تحديا كبيرا لأننا لا نستطيع أن نقوم بتلبية كل الأغراض المحتملة بنفس الطريقة”.

“تستدعي هذه الصور دراسة جادة لأنها تصور مشاهد الشوارع وشكل الحياة اليومية،” كما يقول مولهاوسلر، “فيمكن الاستفادة من هذه الصور في دراسة المعمار، من خلال التركيز على المباني والآثار البارزة أو في دراسات الهجرة.

يوجد صور كثيرة في المجموعة للمهاجرين القادمين إلى مصر من فرنسا وهو عكس ما يحدث الآن من الهجرة عبر البحر المتوسط إلى أوروبا”.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى