الجيش السوداني يتكبد خسائر فادحة في معركة ‘سلاح المدرعات’
قتل ما لا يقل عن 18 من كبار ضباط الجيش السوداني والمئات من جنوده في المواجهات التي دارت خلال اليومين الأخير في محيط سلاح المدرعات، وفق ما أكدته قوات الدعم السريع التي سيطرت على أغلب أجزاء المعسكر وبخسارته لهذه القاعدة العسكرية الهامة في العاصمة يصبح مقر الجيش في وسط المدينة آخر معقل لقوات قائده عبدالفتاح البرهان الذي بات مجرّدا من أبرز معاونيه على الميدان.
وأفادت قوات الدعم السريع في بيان نشرته على صفحتها بموقع “اكس” الثلاثاء بأن عناصره كبدت قوات الجيش السوداني في قيادة المدرعات خسائر فادحة، معلنة سيطرتها على أغلب أجزاء المعسكر باستثناء جيوب صغيرة، موضحة أنها تقترب من إنهاء المعركة وحسمها لفائدتها.
وتابعت أن “أشاوس قوات الدعم السريع تمكنوا من السيطرة على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية وكميات من الأسلحة والذخائر”، لافتة إلى أن “عمليات الحصر والتمشيط جارية بعد احتماء قوات العدو بالمنازل والبنايات المجاورة لمقر قيادة المدرعات”.
وأكدت أن “الجيش السوداني تكبد خسائر باهظة في الأرواح بمقتل المئات من عناصر ما يسمى بكتيبة البراء الكيزانية بينهم 18 من كبار الضباط ووقوع العشرات منهم في الأسر”.
وزادت أن “الفلول أصيبوا بحالة من الذعر والهلع مما اضطرهم إلى إطلاق الشائعات والأكاذيب وترويج مقاطع الفيديو والصور القديمة للحفاظ على الروح المعنوية المنهارة والتغطية على الهزيمة النكراء التي لحقت بهم بفضل من الله وبسالة تُدرس لأجيال الغد في سودان يسوده الأمن والإستقرار والعدالة والمساواة”.
وبعد أن نشرت قوات الدعم السريع الثلاثاء مقطعا مصورا لجنودها أعلنوا فيه أنهم دخلوا القاعدة واستولوا على دبابات، سعى الجيش السوداني إلى نفي خسارته للمجمع العسكري، محاولا الترويج للتصدي لضباطه لهجوم الدعم السريع.
وأكد في بيان على صفحته بموقع فيسبوك أن “قواته تحقق نجاحات في قطاعات مختلفة من منطقة العاصمة المركزية”، مشددا على أنها “مستمرة في أداء واجباتها إلى حين القضاء على آخر متمرد”.
وهيمنت قوات الدعم السريع على الأرض منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان وحققت مكاسب ميدانية هامة، فيما فقد خسر الجيش، الذي يمتلك طائرات حربية ومدفعية ثقيلة، سيطرته على العديد من قواعده الرئيسية في العاصمة وفي الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد.
وشن الجيش ضربات جوية مكثفة وواجه نيران المدفعية في أثناء محاولته قطع خط إمداد لقوات الدعم السريع بين أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم.
أما في دارفور فقد فر لاجئون سودانيون من الإقليم سيرا على الأقدام إلى تشاد المجاورة حاملين أطفالهم على ظهورهم سعيا إلى الأمان.
ويؤوي مركز أورا لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري في شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان، آلاف اللاجئين في خيم من القماش مقدمة من منظمات ومجموعات الإغاثة الدولية.
ربطت الشابة السودانية حواء موسى طفلها الصغير إلى ظهرها وأمسكت بيد طفلها الآخر وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من أربعة أشهر، متوجهة إلى الحدود التشادية.
وتمكنت موسى البالغة 30 عاما من الهرب في يونيو/حزيران وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد.
تجلس موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها وتروي فرارها قائلة “كنت حاملا آنذاك”، مضيفة “ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر”. وكان القتال مستعرا يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.
وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فرّوا من دارفور أن الإقليم شهد مجازر ارتُكبت في حقّ مدنيين وهجمات بدوافع عرقية.
وفر معظم لاجئي أورا من الجنينة عاصمة غرب دارفور حيث تقدّر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى “جرائم ضد الإنسانية”.
وقد تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير، إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والانترنت.
وتحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة سواء في العاصمة أو في دارفور.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش مطلع الشهر الحالي مجلس الأمن الدولي إلى حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما “تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى”.
ميدل إيست أون لاين