الحرب السياسيّة بالكيان تستعِّر بين مؤيّدي الخيار العسكريّ ومُعارضيه
يبدو واضِحًا وجليًّا أنّ الحرب السياسيّة الداخليّة في كيان الاحتلال باتت علنيّةً، وعلى نحوٍ خاصٍّ بين دعاة الخيار العسكريّ لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ، باعتباره تهديدًا وجوديًا على إسرائيل، وبين الذين يرفضون الحرب ويُحذّرون من تداعياتها المأساوية والكارثيّة.
وفي هذا السياق، انتقد المحلّل الإسرائيليّ باراك رابيد، المُقرّب جدًا من دوائر صنع القرار في تل أبيب، انتقد في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيليّة “103FM” تصريحات رئيس الموساد ديفيد برنيع التي يتعهّد فيها بأنه لن يكون لإيران سلاح نووي، لا في القريب العاجل ولا في الأمد البعيد، حسب ادّعائه.
رابيد، أحد أشهر المُحلِّلين السياسيين في الإعلام العبريّ، قال إنّ “الكثير من الظواهر التي كانت موجودة خلال سنوات رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، بمن فيها رئيس موساد سياسي، انتقلت أيضا إلى خلفه، لافِتًا في ذات الوقت إلى أنّ تصرفات نتنياهو في الموضوع الإيرانيّ تتكرر من قبل رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت، وتصرفات رئيس الموساد السابق يوسي كوهين تتكرر على يد برنيع، وهذه بالضبط هي المشكلة، كما أكّد المُحلِّل رابيد، الذي يعمل في عدّة وسائل إعلام عبريّة، وفي مقدّمتها موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ.
وفي معرِض ردّه على سؤال الإذاعة العبريّة، أضاف رابيد “كلام كهذا من جانب رئيس الموساد ليس كلامًا استثنائيًا بل كلام سخيف، والحقيقة التي يعرضونها كما يعرضونها هي مشكلتنا في إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ رئيس الموساد له دور واحد وهو ألّا يكون لإيران قنبلة نووية”، وفق ادّعائه.
وختم حديثه الإذاعيّ بالقول إنّ تصريحات رئيس الموساد سخيفة ووسائل الإعلام تبثّها كأنها من كلام الله الحيّ. إنّها تصريحات سخيفة، مليئة بالهراء بدل الكلام بشكل مهني عن أعماله، على حدّ تعبيره.
وغنيٌّ عن القول في هذا السياق إنّ الخبراء والمُحلِّلين في كيان الاحتلال يعتمِدون في تصريحاتهم على الإحاطات من قبل كبار المسؤولين الأمنيين من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، والسؤال الذي بقي مفتوحًا بعد انتقاد المحلِّل لرئيس الموساد: هل هذا هو رأيه الشخصيّ؟ أمْ أنّه يعكِس خفايا وخبايا ما وراء الكواليس في إسرائيل.
ومن ناحيةٍ أخرى، كان وزير الحرب ورئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، قد قال في مقالة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنّ “سياسة إسرائيل تجاه إيران منذ توقيع الاتفاق النووي في عام 2015 كانت فاشلة، نابعة من عدم الكفاءة والأوهام الخطيرة لزعيمها”، ورأى أنّ “الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية الأولى لعام 2015 “سمح للإيرانيين بالاقتراب السريع من أن يصبحوا قوة نووية”.
ولم تقف انتقادات باراك عند هذا الحدّ، بل تابع هجومه على السياسة الإسرائيلية في الملفّ النووي، وأشار في تصريح للقناة 12 إلى أنه لا يعتقد بأن لدى تل أبيب وواشنطن خطة عسكرية قابلة للتطبيق للتعامل مع برنامج إيران النوويّ، على حدّ تعبيره.
واعتبر أيضًا أن “اتفاق 2015 كان سيّئًا وليس سريًا، لكن التوقيع عليه يعني المصادقة عليه، وتركه بعد ثلاث سنوات كان أسوأ شيء يمكن القيام به، إنّه خطأ تاريخي”.
وكان باراك قد صرّح سابِقًا بأنّه بإمكان إسرائيل إعادة إيران آلاف السنين إلى الوراء في حال هاجمتها عسكريًا، وهذا التحوّل في موقفه يُثير العديد من التساؤلات حول تبنّيه الموقف الجديد.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية