الحق في حماية تراثنا المشترك
لا يسعني إلا أن أعبر عن بالغ الألم والاستياء جرّاء الطريقة الوحشية التي تم بها قتل عالم الآثار السوري خالد الأسعد إلى جانب تدمير المواقع الأثرية في تدمر التي كان آخرها معبد بعل شمين ومعبد بل. ولقد أصاب بيتر فرانكوبان، أستاذ التاريخ في جامعة اكسفورد، في وصفه لهذا العمل حين قال إنه “… إهانة بربرية لهويتنا المشتركة كمخلوقات بشرية.” وفي هذا الإطار، أؤيّد ما ورد في البيان الصادر عن اليونسكو الذي وصف هذه الأعمال بأنها “جرائم حرب يجب محاسبة مرتكبيها.”
لقد وصل هذا التدمير الممنهج لكنوز الحضارة في منطقة غرب آسيا الذي ظهرت بداياته مع تدمير معابد باميان في أفغانستان، إلى أبعد مداه باستهداف مواقع التراث الإقليمية في سوريا والعراق، الأمر الذي يدعونا إلى ممارسة الحق في حماية تراثنا المشترك.
لا يخفى علينا أن المواقع الأثرية التي تعكس الغنى الحضاري والتنوع الإثني والديني والثقافي في المنطقة بحاجة إلى الحماية من أخطار الحروب والنزاعات والاعتداءات. لكننا بحاجة إلى وضع القوانين والتشريعات اللازمة لحماية إرثنا الحضاري من أيدي العابثين. وهذه مسؤوليتنا جميعاً. فمن المحزن أن يستمر في “عالمنا المتمدن” تدمير تراثنا الإنساني، الذي قدّم للعالم رؤية أخناتون وحكمة قورش الثالث وإرث حمورابي، باسم الحرية والديموقراطية.