الحلم سوري .. تحت وطأة العنف ..!
الحلم سوري .. تحت وطأة العنف منذ عسكرة الثورة الليبية لاسقاط نظام القذافي، بدأت تخوفات حقيقية في العالم من دخول الفكر المسلح الى منطقة الربيع العربي في حال لم تتحقق الارادة الشعبية من منطلق دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها .. فكان تدخل الناتو لحسم الصراع واسقاط القذافي كرسالة تحمل مضمونين :
أولاً الغرب هو من يقرر لمصلحة من يحسم أي صراع في منطقتنا ويستعمل سلاحه حسب مصالحه ..
ثانياً لوضع اليد على الثروات وفرض السياسات المستقبلية في المنطقة ..
فالقذافي لم يسقط لولا تدخل الناتو الذي عمل مع الفصائل المسلحة على اسقاطه بصورة عنيفة دموية … فأصبح النموذج الليبي نموذجاً مطروحاً، وقابلاً للتطبيق في حال استعصاء اسقاط النظام .. فمعروف أن الغرب هو من يصدر السلاح الى منطقتنا العربية وبالتالي تسليح فصائل دون تدخل ودعم غربي متمثلاً بالناتو هو فقط لتحويل الصراع الى اقتتال داخلي طويل الأمد، وهذا تماماً ما حدث في سوريا والتي سارع معارضوها للمطالبة بتسليح الثوار، وطلب تدخل خارجي.. بعد مجابهتهم بالقمع والرصاص عندما طالبوا باسقاط النظام، والذي لم يحدث الى اليوم ولن يحدث بناءً على تصريحات الغرب والناتو ..
وسبق وقلنا أن الغرب لن يتدخل لأسباب كثيرة في مقدمتها مصلحة اسرائيل … فاعتمد الغرب، وعلى رأسه أميركا، تطبيق سياسة الحرب بالوكالة، القائمة على تسليح فصائل من المعارضة بأسلحة خفيفة تقاتل فيها نظاماً يستعمل جيشه وأسلحته الثقيلة لمجابهتها بأسلوب حرب الشوارع.. فيتم اضعاف النظام من خلال استهلاك معداته الحربية وتدمير بنيته العسكرية .. والسيطرة على المعارضة من خلال تمويلها ودعمها بالسلاح، والهدف تدمير ذاتي ممنهج للدولة السورية ..
باختصار
العنف يولد العنف .. والقمع يولد التطرف .. والاستبداد يولد الأحقاد ………
أمام هذا الواقع المرير في سوريا اليوم … ونتيجة لعدم وجود نية حقيقية لدى الخارج والداخل لحل الأزمة سياسياً .. فقد وصل الصراع المسلح الى مرحلة فكرية وعسكرية خطيرة ..
فبعد عام تقريباً من بدء سيطرة الفكر المسلح على الثورة السورية نعيد تقييم الواقع السوري اليوم لنجد أن النظام يستعمل في حربه كل أنواع الأسلحة الثقيلة وفي مقدمتها الطيران مما تسبب في تدمير المدن وتهجير السكان..
أما سلاح المعارضة فقد وقع في جزء منه تحت ضغط أجندات خارجية ومقاتلين غرباء وأجانب، بعضهم يتحرك ويعمل بموجب فكر القاعدة الجهادي السلفي .. هذا إذا ما أضفنا الافتقار إلى وجود قيادة عسكرية متماسكة وموحدة وفق رؤية وطنية جامعة، رغم كل ما بذل من جهود في هذا المجال.
وباختصار فإن ما نحن فيه اليوم هو عبارة عن دوامة من العنف والعنف المضاد يذهب ضحيته مدنيون أبرياء … ويتم تدمير البلد … وتتولد بسببه أزمات اجتماعية واقتصادية وصحية ونفسية … مستمرة الى اليوم .. وأكثر ما يخشى منه أن تتفاعل في المستقبل بما ينذر بالأسوأ.
مؤشرات لها مدلولات غير مطمئنة على مستقبل الدولة السورية المستقبلية ..
فحساسية الواقع السوري من حيث التنوع الطائفي يضيف الى السلاح نفساً طائفياً يزيد الأمور تعقيداً وعنفاً وتطرفاً، ففي سوريا السيناريو المطروح حالياٌ هو اقتتال أهلي داخلي طويل الأمد.. وبعد تغييب أي فعل سياسي حقيقي طوال 20 شهراً .. يأتي الائتلاف المعارض .. ليكون كبارقة أمل – ربما- عند الشعب السوري الذي ما زال ينتظر حلاً لوقف نزيفه الدموي ……… !!