الحياة على كواكب أخرى
أدلى عالم فلكي مهم بدلوه في مسألة الحياة على كواكب أخرى فقال إن فترة العقود الأربعة المقبلة ستكون حاسمة في ما يتعلق بالحصول على إجابات أساسية. ومن هذه ما إن كانت ثمة مخلوقات فضائية تعيش في الكون سواء داخل مجموعتنا الشمسية أو خارجها.
بالإضافة الى كونه رئيسا سابقا للجمعية الملكية لتطوير المعارف الطبيعية، يحمل اللورد مارتن ريس لقب «فلكي الملكة» الذي يسبغ عليه صفة كبير العلماء بهذا المجال في بريطانيا. ولهذا السبب صنع عناوين رئيسة في صحافة بلاده بقوله إن الإجابة الشافية على ما إن كانت ثمة حياة في كواكب أخرى ستتوفر للإنسان في ما لا يزيد عن أربعة عقود.
وأضاف قوله إن هذه الفترة كافية ليعرف البشر ما إن كانت كواكب أخرى – ليست داخل مجموعتنا الشمسية وحسب وإنما خارجها أيضا – تحمل أي أشكال حيّة بما فيها المخلوقات العاقلة. وتنبأ بأن تكون التكنولوجيا التي تتيح تتبع المجريات على الأجسام الفضائية البعيدة خارج المجموعة الشمسية نفسها متاحة لنا بحلول العام 2025.
أتى هذا في إطار إجابة اللورد ريس عندما سئل عن التطورات التي سيشهدها العلم خلال السنوات الأربعين المقبلة. فقال إن بين الأهم هو أن الإنسان سيوسع مداركه في ما يتعلق بأصل الحياة، وأيضا يقينه إزاء ما إن كانت مخلوقات فضائية تعيش حولنا في الكون. وكان هذا العالم يتحدث في حفل بمناسبة البدء يوم الثلاثاء المقبل في بث سلسلة تلفزيونية على فضائية «ديسكوفري تشانيل» عن «المخطط العظيم» الذي تناوله عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ في عدد من كتاباته الأساسية.
على أن تصريحات اللورد ريس تأتي أيضا وسط تكهنات تقول إن «عقبات دنيوية» ستحد من مدى الأبحاث المتعلقة بالفضاء والكون. وعلى سبيل المثال فقد كُشف النقاب في حزيران (يونيو) الماضي عن أن برنامجا علميا أميركيا مخصصا لتقفي آثار الحياة في كواكب أخرى يواجه نقصا ماليا حادا يهدد بإيقافه كاملا في أي لحظة.
وهذا البرنامج، الذي بدأ العمل فيه قبل 52 سنة، يقوده معهد SETI Institute «سيتي»، كاليفورنيا، الذي أسس بغرض البحث عن آثار الحياة الفضائية. لكن المعهد يقول الآن إن تشغيل تلسكوباته العاملة بالراديو واقتناء التكنولوجيا الجديدة المتصلة بها يستلزم أموالا طائلة يجد نفسه عاجزا عن الحصول عليها.
يذكر ان استطلاعا للرأي أجرته مؤخرا «الجمعية الملكية» وسط عينة من ألفين من البريطانيين أظهر أن 44 في المائة من هؤلاء يؤمنون بوجود كائنات حية في كواكب أخرى. وقال أكثر من الثلث إن علينا البحث المتصل عن هذه الكائنات وسبل الاتصال بها بغض النظر عن التكاليف.
لكن العلماء المختصين بهذه الشؤون منقسمون إزاء إعلان وجودنا، نحن البشر، لهذه الكائنات إذا كانت موجودة فعلا. فقسم كبير من هؤلاء العلماء يقول إننا لن نضمن نواياها التي قد تكون عدائية. وفي حال غزوها الأرض فقد تنهي الحياة فيها كما نعرفها مرة وإلى الأبد.
وكانت «إيلاف» قد تناولت في السابق نبأ يفيد أن وثائق «سريّة» في أرشيف وزارة الدفاع البريطانية أظهرت أن الخبراء العسكريين يؤمنون باحتمال «زيارات» من مخلوقات فضائية إما بغرض «الاستطلاع الحربي» أو مجرد «السياحة» لرؤية ما يحدث على كوكبنا هذا. وتظهر أيضا أن الوزارة تسعى إلى الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة المفترض أن تكون بحوزة هذه المخلوقات. وتظهر وثيقة بتاريخ 1995 نشرها مكتب الأرشيف القومي الشهر قبل الماضي قول خبير عسكري في الوزارة: «شهادات العيان الواردة عن الأجسام الطائرة تشير الى أنها تتمتع بطيف عريض من مختلف السرعات والقدرة على التخفي. وهذه – من الناحية العسكرية – هي المسألة التي تهمنا. فهذا هو نوع التكنولوجيا الذي نسعى اليه لتعزيز دفاعاتنا وعلينا السعي الحثيث للحصول عليه».
موقع إيلاف الإلكتروني