الدبلوماسيّ الأمريكيّ دنيس روس: “واشنطن الوحيدة القادرة على الضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين وهذا الوقت ليس مناسِبًا لطرح مبادرات سلام لعدم وجود ثقةٍ بين الطرفيْن” “وتعنت الفلسطينيين سيؤدّي لاستمرار التطبيع”
رأى دنيس روس، الدبلوماسيّ الأمريكيّ السابق أنّ الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها أنْ تمارس ضغطاً حقيقياً على الإسرائيليين وعلى الفلسطينيين، معتبرًا أنّ باقي الدول والمجموعات غير قادرة أوْ غير معنية بممارسة دور في ما أسماها عملية السلام بين الطرفين. وجاءت أقوال روس في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.
وتابع قائلاً إنّه من أجل القيام بدور الوسيط، يجب أنْ يفهم الوسيط بعمق ما هي المواضيع الحيوية لكل طرف، مُضيفًا:”واضح أنه إذا لم يكن الطرفان ناضجين لقرارات قاسية، أو مثلما في حالة النزاع الإسرائيليّ- الفلسطينيّ، غارقين في مواضيع تاريخية وأسطورية، فسيكون حل النزاع متعثرًا، وفق رأيه.
وشدّدّ على أنّ الفوارق بين الإسرائيليين والفلسطينيين إنْ كانت النفسية أم تلك المتعلقة بالمواضيع الأساسية، أكبر اليوم ممّا هو ممكن الجسر عليها، إذْ أنّه لا يُمكِن الدفع إلى الأمام بفرص السلام من خلال طرح اقتراحات مصيرها الفشل، فمحاولة كهذه تزيد التهكم وتعمق عدم الثقة، لافِتًا إلى أنّه من الضروري الآن هو إعادة بناء الثقة بين الطرفين.
و”في ظلّ هذا الوضع الناشئ”، أضاف روس، “تُفتَح أمام الولايات المتحدة فرصة للدخول إلى مهمة الوسيط”، موضحًا أنّ “مسيرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل خلقت واقعًا جديدًا في المنطقة، يمكنه أنْ يواصل التقدم لأنّه يستجيب لمصالح الدول العربية”، وهذا الواقع “أثبت للفلسطينيين أنهم غير قادرين على إيقافه”.
وتابع قائلاً إنّه “بينما يمكن لدولة أخرى مثل عُمان ببساطة أنْ توقع على اتفاقات التطبيع، فإنّ تقدم السعوديين قد يحصل على مراحل، ونقل عن مسؤولٍ خليجيٍّ قوله له، أيْ لروس، إنّ “السعوديين سيطالبون إسرائيل، بالتوازي مع تقدم المسيرة، أنْ تعرض على الفلسطينيين بوادر طيبة”. مثلاً، أضاف روس مقتبسًا المسؤول الرفيع:”يمكن للسعوديين أنْ يوقعوا على اتفاق تجاري ويفتحوا مكتبًا تجاريًا في إسرائيل، ويطلبوا من إسرائيل أنْ تخفف من ضائقة سكن وتشغيل الفلسطينيين من خلال إصدار تصاريح بناء قانونية للفلسطينيين في المنطقة (C)”.
روس، صاحب الباع الطويل في المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، أضاف قائلاً إنّه “إذا خرج الفلسطينيون كاسبين، فعليهم هم أيضًا أنْ يعطوا شيئاً بالمقابل. في مثل هذه الحالة، يمكن للسلطة الفلسطينية أنْ توقف نظام دفع أموال الدعم لأبناء عائلات مَنْ كانوا مشاركين في أعمال عنف ضد الإسرائيليين، والذي يزيد ثلاثة أضعاف عن الدفعات التي يتلقاها باقي الفلسطينيين، وبهذه الطريقة يكون دور الولايات المتحدة كوسيط، أنْ تبني زخمًا في مسيرة تطبيع العلاقات بل وتستغلها كي تكسر الجمود بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.
وشكّكّ روس، المعروف بتأييده للمواقف والسياسات الإسرائيليّة، شكّكّ في ختام مقاله بأنْ تكون هذه الفترة بالذات مناسبة لطرح مبادرات سلام لحلّ النزاع الإسرائيليّ-الفلسطينيّ، ومع ذلك أشار إلى أنّه يُمكِن تسمية هذه الفترة باللحظة لبناء خطواتٍ عمليةٍ على الأرض، يكون بوسعها إعادة الأمل ببناء جسورٍ بين الطرفيْن قد تؤدّي لفتح المباحثات بين الطرفين للتوصّل إلى سلامٍ، على حدّ قوله.
ومن المهم الإشارة إلى أنّ روس قد يكون من خلال مقاله يعمل على تأكيد تأييده لـ”صفقة القرن”، التي طرحها الرئيس الأمريكيّ المهزوم دونالد ترامب، دون أنْ يُشير إلى ذلك صراحةً، ولكنّ تشديده على أنّ الوقت الحالي ليس مناسبًا لمبادرات جديدةٍ يعني أنّ مبادرة “صفقة القرن” يجبْ أنْ تبقى على الأجندة السياسيّة.
يُشار إلى أنّ (رأي اليوم) كانت قد نشرت تصريحات أدلى بها روس (20.08.20) أكّد فيها أنّه يتعيَّن “على القادة الفلسطينيين أنْ يدركوا أيضًا أنّه إذا اتخذ الإسرائيليون خطوات إيجابية دون استجابة الفلسطينيين عليها، فقد يستمِّر القادة العرب في المضي قدمًا في خطوات التطبيع”، على حدّ تعبيره.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية