الدراما السورية تفتتح الموسم بـ “أزمة عائلية”
لم يكد صناع الدراما السورية يلتقطون أنفاسهم بعد موسم رمضان، حتى انطلقت صافرة البدء لموسم جديد باكورته هذه المرّة كوميدية ساخرة تحمل إسقاطات على الحالة السورية. داخل استديو مغلق في حي “دُمّر” في دمشق تتسارع وتيرة إنجاز المشاهد لمسلسل “أزمة عائلية” من كتابة شادي كيوان وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني. سيحمل العمل توقيع المخرج هشام شربتجي العائد إلى ملعب الدراما السورية بعد غياب أربع سنوات، وسيجتمع للمرة الأولى بالممثل رشيد عساف ما يشكل بحدّ ذاته إشارة لافتة للغاية.
ينتمي المسلسل إلى نمط “سيتكوم”، ويعالج قصة عائلة بسيطة تعيش تداعيات الأزمة السورية بطرق متفاوتة بين الأب “جهاد” (رشيد عساف) مدرّس التربية القومية العصامي صاحب المبادئ، وزوجته “رندا” (رنا شميس) وأبنائه الجامعيين الثلاثة وجيرانهم القاطنين في بيت على السطح تملكه العائلة.
يستمر التصوير رغم الحرّ وانقطاعات الكهرباء المتكررة. تكشف فترات الاستراحة تفاصيل أكثر مع أبطال العمل، ويقول المخرج هشام شربتجي الذي وضع بصمة مميزة على الأعمال الكوميديّة لـ “السفير”: “كل النصوص التي وردتني كانت خارج سرب تفكيري وكل الملاحظات التي وضعتها عليها كانت صحيحة ورأيتها على الشاشة، فمعالجة الأزمة لا تتم بهذه الطريقة، لكن عند قراءتي لنص شادي كيوان شعرت أن فيه بذور ذكاء. يُعتَبر مخرج “بطل من هذا الزمان” أن طرح الفكر والفكر الآخر شكّل عاملاً إضافيّة لمشاركته “فالحوار حول الفكرة والفكرة المضادة أنيق وجميل في هذا النص”. يقرّ المخرج السوريّ بصعوبة هذا النمط من الأعمال، الذي قدّمه على مدى سنوات معقباً: “إنه عملٌ مرهق بغض النظر عن كل آراء المخرجين، فأن تختار مجموعة من الناس وتضعهم في مكان واحد بشكل مقنع وهو أمر صعب للغاية مع ضبط إيقاع العمل وإطلاق نكتة تنسجم مع روح الفكرة. يردّ شربتجي على منتقدي أعماله بالقول إنهم لم يتمكنوا من إنجاز مسلسلات مماثلة، واصفاً السيتكوم بالنمط الصعب الذي يحب العمل ضمن إطاره.
يعتبر بطل العمل رشيد عساف أن المسلسل هو “مصادفة”، فهي المرة الأولى التي يعمل مع مخرج يعتبره “شيخ الكار” في هذا اللون من المسلسلات. ويضيف في حديثه لـ “السفير”: “ما يميّز النص أنه رصد مهمّ لفترة من تاريخ الأزمة كما أنه يعالج نتائجها على الصعيد الإنساني وعلى الأسرة البسيطة والمتوسطة الحال التي انهارت بفعل ما جرى”.
يفضّل بطل “آخر الفرسان” (كتابة هاني السعدي، إخراج نجدت أنزور) الفصل بين تجربته الكوميدية بعد إطلالته الأولى في “الخربة” (كتابة ممدوح حمادة، إخراج الليث حجو) ومسلسل “أزمة عائليّة”، ففي الأول رصدٌ لحياة كاملة مع قرية وشخصيات وفي الثاني رصدٌ لحياة أسرة هي لسان حال طبقة معينة. “الكوميديا هنا فيها حال من الظرف والانعكاس الباكي من مبدأ شر البلية ما يُضحك وهو ما ينبع من اختلاف النص وأداء الممثلين ووجهة نظر المخرج”. يجد عساف أن الأداء في العمل سيكون مختلفاً، “عليك أن تدخل بما اعتاد عليه الناس مع إضافات بسيطة سيحكم عليها الجمهور”.
يشارك في بطولة العمل أيضًا كل من نجاح مختار، ومازن عباس، وأمانة والي، وولاء عزام، وليا مباردي، وبشار اسماعيل، وغيرهم. وتخوض الممثلة الشابة رنا شميس في دور البطولة تحدياً في تأديتها شخصية أم لثلاثة شبان في المرحلة الجامعية، لكن قيادة المخرج هشام شربتجي للعمل تزيد حماستها. “التجربة بحد ذاتها جديدة والعمل مع المخرج فرصة كبيرة بالنسبة إليّ”.
صحيفة السفير اللبنانية