الزواج من عالم آخر …!!
يتبعثرون في الأرض .. ينتشرون بين المدن .. حاملين معهم موروثاً ثقافياً وبيئياً ودينياً مختلفاً.. قادمين من الشرق مثقلين بعادات وتقاليد محافظة .. كثير من المحرمات ..كثير من الطاعة ..كثير من ارتباط العائلة .. وقليل من التمرد والاستقلالية والحرية الجنسية ..
الحرب بهمجيتها فتحت لهم طريق اللجوء والهجرة والهرب إلى عوالم جديدة ، كانت بالنسبة للبعض حلماً جميلاً، ولآخرين درباً خطيراً، وللمحافظين كابوساً مخيفاً .. ليختلطوا بمجتمع جديد بعاداته وانفتاحه وحريته الفكرية والجنسية.. قد يكون في بعض الأحيان مفيداً .. فيفتح المجال لتبادل ثقافي بيئي معرفي مهم .. أو تهوراً غير محسوب النتائج .. قد ينتهي بالانفصال والطلاق بعد محاولة صعبة للتأقلم . إنه شكل من أشكال العولمة فرضتها الحرب..
زواج العرب من أجانب في دول اللجوء ..
فالمرأة العربية قد تتأقلم مع رجل أجنبي ، يمنحها حرية واستقلالية كانت تعاني من غيابهما في مجتمعها العربي المحافظ ..ولكنها قد تعاني من ازدواجية التفكير بين ما هو مسموح ..وما هو ممنوع .. بين ما اعتادت الحصول عليه وما عليها تقديمه .. فتتوه وتتمزق العلاقة وتنتهي بالانفصال .. كما يحدث لأجنبية تتزوج من عربي قد يحد من حريتها ونمط تفكيرها واستقلاليتها ، بحجة العادات والتقاليد ، ومحاولة تطويعها لتكون النموذج الأنثوي الذي تربى عليه ، والذي ينحصر بالزوجة المطيعة والأم المضحية ..
ولكن بالمقابل نجد الكثير من العلاقات الناحجة بسبب هذه الاختلافات التي تترك مكاناً للإثارة والتشويق ..والتبادل الفكري والثقافي ، فيندفع كل طرف للاستمراربالعلاقة .. تقودهم الرغبة بالاستكشاف ..ومعرفة الآخر ومحاولة التأقلم معه .. ليكون التحدي الحقيقي هو طريقة تربية الأولاد .. خاصة عندما يصبح الولد في سن المراهقة، فتظهر بقوة الصراعات العائلية بين المسموح به والمحرم .. و الدين الذي عليه اتباعه هل هو دين الام أو الأب .. أو يكفر بكل الأديان فيلحد ..!! لتبدأ مرحلة ضياع الأولاد بين الأديان والثقافات ..
إنها العولمة .. ونتاج إنساني جديد قائم على التزاوج وإنجاب الأولاد بين ثقافتين وبيئتين مختلفين .. ليبقى السؤال لمصلحة من هذا التهجين الانساني وهذا المجتمع الجديد الذي بدأ يتكون في قلب الغرب وينمو ويكبر .. !!!؟؟؟هل لمصلحة العرب أم الأجانب ؟؟!!! أم لمصلحة الانسانية ؟؟
سؤال .. اجابته يحملها الجيل الأول من هذا التهجين ..!!