السعادة تنبع من … المرأة
قد يكون عنوان مقالي اليوم مستفزا بعض الشيء لبعض الرجال .. ولكن لا يمكننا إنكار أنه واقعي الى حد كبير للكثير من الرجال وبموافقة غالبية النساء …!!
صحيح أنه منذ بداية وعيي على الدنيا وأنا أرفض فصل النساء عن الرجال .. واعتبر أن الرجل والمرأة كيان متكامل لا يمكن اعتبارهما كيانين منفصلين، فنجاح المرأة وتطورها ورقيها هو نجاح للرجل وللمجتمع ، وتخلف المرأة وتراجعها هو تراجع للرجل وللمجتمع ككل .. هذه قناعاتي ورأيي الذي أدافع عنه دوما .. ولكن بسبب تركيبات مجتمعاتنا العربية المبنية على العادات والأعراف والدين .. وحصر دور المرأة بمهام وأعمال منزلية ومجتمعية وتربوية محدودة .. أعطى الرجل دورا قياديا والمرأة دورا انقيادا ، دفع الى تعالي الأصوات المطالبة بحقوق المرأة ، و ظهور الحركات النسوية المنادية بالعدالة والمساواة والمشاركة الحقيقية في القيادة والبناء ..
هذا واقع .. كان ….
ولكن اليوم وبرأيي الخاص فان الحرب السائدة ، رغم همجيتها وقذارتها ،وغياب الرجل بسبب انشغاله بالأمور الحربية ، قد فسح المجال أمام المرأة لتلعب دورا أساسيا وقياديا في عملية الرعاية والعناية بالأسرة ، وتضميد جراح المجتمع ، وترميم الخراب الحاصل ، وإعادة الإعمار والبناء . دورا هاما وأساسيا ، وتاريخيا .. فرضه واقع الحرب من ناحية .. وارادة الحياة والبناء عند المرأة من ناحية أخرى .
هي فرصة للمرأة نفسها …فرصة لتتعلم وكي تعي حقوقها وتفهم واجباتها .. لتثبت للعالم وللرجل وللأجيال القادمة .. أن المرأة هي واهبة الحياة وصانعة الأمل … وأن الحرب مهما دمرت وابتلعت واستهلكت ، فان المرأة هي الحاضن الاجتماعي لمستقبل البلد ، وعليها ستنهض البلد وبفضلها ستستمر ..
نعم انها فرصة لتثبت، برغم الألم، أن السعادة والحياة والأمل .. تنبع من المرأة … !!