السعودية تنفتح شرقا على أضخم الاستثمارات الدفاعية والطاقية
اتفقت السعودية وكوريا الجنوبية على تعزيز العلاقات في مجالات رئيسية مثل الطاقة والدفاع في خضم توجه المملكة لتعزيز شراكاتها مع دول اسياوية ومع تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة .
ووقّعت المملكة اتفاقات استثمار بقيمة 30 مليار دولار مع شركات كورية جنوبية احدها في مجال الصناعات البتروكيميائية تبلغ قيمته 6,7 مليارات دولار.
وعبر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن أمله في أن يوسع البلدان التعاون، ووصف المملكة بأنها شريك رئيسي لبلاده في الاقتصاد وأمن الطاقة.
وأجرى يون محادثات في سول مع الأمير محمد، الذي وصل أمس الأربعاء قادما من بالي بإندونيسيا حيث شارك الزعيمان في قمة مجموعة العشرين.
وتأتي الجولة في ظل خلاف بين الرياض وواشنطن بشأن قرار مجموعة الدول المصدرة للنفط وحلفائها في إطار “أوبك بلاس” الشهر الماضي خفض إنتاج النفط بواقع مليوني برميل يوميا.
ويرسم ولي العهد السعودي خارطة تحرك سعودي لعلاقات مستقبلية مع اتجاه المملكة لانفتاح أكبر على مسارات متعددة المحطات في آسيا، مراوحة بين مسار التوجه غربا واستكشاف علاقات إستراتيجية مع مسار التوجه شرقا.
وقال مكتب يون في بيان إن الرئيس يأمل في أن يرى مشاركة من الشركات الكورية الجنوبية في مشاريع مثل مشروع مدينة نيوم الذكية في السعودية، والمزيد من التعاون في صناعة الدفاع والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين.
وأشار الأمير محمد إلى دور الشركات الكورية الجنوبية على مر السنوات في تطوير البنية التحتية للمملكة، وعبر عن رغبته في رؤية تعاون أقوى مع سول على أساس الثقة القائمة بين البلدين فيما يبدو انه توجه من السعودية لتعزيز الشراكة مع الاقتصاديات الاسياوية في ذروة التوتر مع واشنطن.
وقال مكتب يون “قال، على وجه الخصوص، إنه يرغب في تعزيز التعاون بشكل كبير مع كوريا الجنوبية في مجالات الصناعات الدفاعية والبنية التحتية والبناء”.
وتعرضت السعودية في الفترة الأخيرة لحملة تنمر وضغوط أميركية وصلت حدّ التهديد برد أميركي يشمل مراجعة العلاقات وحتى وقف مبيعات الأسلحة أو أدناه تأخير تسليمها منظومات دفاعية ضرورية فيما تواجه تهديدات إرهابية من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
وبالتالي مثلت زيارة ولي العهد السعودي الى سيول والعمل على الانفتاح على الاسواق الاسياوية بما فيها الصينية والكورية الجانبية وغيرها من الاقتصاديات الاسياوية رسالة واضحة الى الجانب الأميركي بان المملكة تملك الكثير من الخيارات لمواجهة ضغوط واشنطن.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصناعة في كوريا الجنوبية إن شركات من بينها سامسونج سي اند تي وبوسكو القابضة، وقعت أكثر من 20 اتفاقا مع شركات سعودية في مجالات مثل التعاون في الطاقة والسكك الحديدية والكيماويات والأدوية والألعاب.
ونقلت قناة الشرق، ومقرها السعودية، عن وزير الاستثمار بالمملكة خالد الفالح قوله إن قيمة الاتفاقات الموقعة اليوم الخميس بلغت 30 مليار دولار.
كما نقلت القناة عن الشركة السعودية للاستثمار الجريء قولها إنها أبرمت اتفاقا في كوريا الجنوبية لإنشاء سبعة صناديق متخصصة.
وقالت شركة الطاقة الكهربائية الكورية (كيبكو) إنها وأربع شركات كورية جنوبية أخرى وقعت مذكرة تفاهم مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي لبناء وتشغيل مصنع لإنتاج الهيدروجين والأمونيا في السعودية.
وقال مصدر مطلع، وهو غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام وطلب عدم نشر هويته، إن قيمة المشروع ستبلغ نحو 6.7 مليار دولار.
وقالت كيبكو إن من المتوقع أن ينتج المصنع 1.2 مليون طن من الهيدروجين الأخضر والأمونيا سنويا. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء اليوم الخميس نقلا عن مصادر بالقطاع أن من المقرر تشييد المصنع بين عامي 2025 و2029 وسيجري تشغيله لمدة 20 عاما.
وذكرت الوزارة أن اتفاقا آخر عبارة عن مذكرة تفاهم بين شركة هيونداي روتيم والمملكة للتعاون في مشروع للسكك الحديدية للمنطقة الاقتصادية والمدينة الذكية (نيوم)، التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار. ولم تكشف عن القيمة المحتملة لهذا الاتفاق بالدولار.
وقال وزير التجارة الكوري الجنوبي لي تشانغ يانغ “ستدعم الحكومة (الكورية الجنوبية) بفاعلية التنفيذ الناجح لمشروعات التعاون التي تطبق الهندسة المعمارية الكورية الحديثة… في نيوم”.
وارتفعت أسهم هيونداي روتيم 5.5 بالمئة، مقابل انخفاض 1.4 بالمئة في السوق الأوسع. كما صعدت أسهم لوتي فاين كيميكال، التي وقعت اتفاقا للتعاون في مجال الصناعات الكيماوية مع وزارة الاستثمار السعودية، 1.4 بالمئة.
كما أعلنت أرامكو السعودية، أكبر مساهم في شركة إس-أويل، أنها تخطط لاستثمار 9.3 تريليون وون (7.0 مليارات دولار) من خلال الشركة التابعة لها في مصنع في أولسان بكوريا الجنوبية لإنتاج المزيد من المنتجات البتروكيماوية عالية القيمة.