السفهاء العرب . . وحروب الغاز والنفط شرق المتوسط !
خاص باب الشرق
( النفط و الغاز ) أساس الحروب في منطقة ( شرق المتوسط )، وهي المنطقة العربية الشرقية، إضافة لجيرانها من تركيا وقبرص واليونان. وإذا كان الروائي عبد الرحمن منيف عنون إحدى رواياته بـ ( شرق المتوسط ) كتعبير أدبي لمكان الرواية، فإن دوائر المخابرات الغربية اختلست هذا العنوان وحولته إلى مفهوم ( جيوسياسي) يسرق من هذه المنطقة هويتها العربية، تمهيداً لسرقة حاضرها ومستقبلها عبرسرقة ثرواتها من نفط وغاز .
و بينما ينشغل العرب بالتأمر على بعضهم البعض، و تمويل الحروب الأهلية لتدمير بلاد أشقائهم وإسقاط دولها، ومع انهماك الكثير من الحكام العرب بالإندفاع للتطبيع مع العدو الإسرائيلي تنشغل دول الجوار العربي، بسرقة موارد العرب في شرق المتوسط كمقدمة للسيطرة على قرارها، أو إلغائها. والنفط والغاز في ( شرق المتوسط) يشكل المثال الفاضح على ما يجري. وبينما يجري تدمير لبنان والعراق وفلسطين وسورية، تقوم إسرائيل بسرقة غاز المتوسط. وتركيا تنقب لتستخرج وتتحالف مع حكومة الوفاق للسيطرة على المتوسط. و فرنسا تسارع إلى المنطقة بحجة دعم لبنان معلنة قطع الطريق على تركيا وروسيا. إنها الحرب الإقتصادية الإستخباراتية العسكرية، للإستحواذ على نفط وغاز المتوسط وخاصة العربي.
يشكل ( النفط والغاز) وقود وعصب حياة العالم الجديد الذي يستولد هذه الأيام عبر رسم خرائط قوة للمنطقة والعالم. و هذا سر هذه الحرب، وأساس حروب تدمير سورية وليبيا و لبنان والعراق واليمن. و إذا فهمنا أن ( النفط والغاز) ثروة تتضمن الموقع، والتنقيب، والإستخراج، و طرق النقل، يتضح لنا أسباب الحرب التي تحرص على الحصول على النفط والغاز وتأمين طرق نقله، خاصة إلى أوربا التي تحاول تخفيف أثر الغاز الروسي عليها. من هنا فإن الإتفاق التركي مع حكومة الوفاق الليبية، يقسم البحر الأبيض المتوسط، وحجز شرقه عن غربه، بما يضر إتفاق ( منتدى غاز المتوسط) بين إسرائيل ومصر وقبرص واليونان. و تنقيب تركيا في المتوسط أثار مخاوف فرنسا فسارعت للحضور. وهكذا تستمر الدول الطامعة ( إسرائيل – تركيا – فرنسا) بالصراع والتسابق للسيطرة على المنطقة، للاستحواذ على نفطها و غازها.
و بدلاً من توحد العرب في مواجهة الطامعين بنفطهم وغازهم الشرق أوسطي فإنهم يتنازعون ويتقاتلون كسفهاء لا يقدرون قيمة مواردهم، ولا يعرفون الحفاظ عليها، بل أنهم بسفههم يسهلون سرقتها من قبل الآخرين… هل من الصعب على الحكام العرب التفكير بأن الحفاظ على مواردهم أهم من خلافاتهم السياسية والإيديولوجية؟ وألا يمكن أن يجد هؤلاء الحكام أن التوحد والتعاون في الحفاظ على موارد بعضهم، ربما يساهم في إيجاد الحلول لمشاكلهم مع بعضهم؟؟ ثم لماذا لا يتوحد الحكام العرب في الحفاظ على الموارد مع إستمرارهم في خلافاتهم الأخرى ؟؟ أم أن ذلك يحتاج إلى سوية من التفكير السياسي لا يمكن لسفهائنا أن يصلوا إليها أو يعملوا وفقها؟؟ و لماذا لا يساهم الخليج والسعودية في مساعدة دول شرق المتوسط على إستثمار نفطهم و غازهم، كما استثمروا هم في الخليج والسعودية في منتصف القرن العشرين عند أكتشاف النفط في بلادهم ؟؟ فهل صرنا نتمنى أساليب الغرب مع نفط الخليج، حيث كان لأصحابه حصتهم المعقولة، بينما في شرق المتوسط العربي تتم سرقة كل شئ.
موارد شرق المتوسط العربي من النفط والغاز، مهددة بالسرقة و النهب. والأمر يحتاج لتعاون عربي يقوي أصحاب الثروة في الحفاظ عليها، ولا يمكن للسفهاء من الحكام العرب معرفة مصلحتهم الحقيقية أولاً، كما أنهم عاجزون عن سلوك ما ينفعهم من طرق ومواقف وسياسات.
باب الشرق