السياحة الأردنية تدفع فاتورة حرب غزة

32 فندقا في مدينة البتراء أغلقت أبوابها بعد تراجع حاد في عدد السواح، فيما فقد المئات من العاملين في القطاع وظائفهم.
دفعت السياحة في الأردن ومدينة البتراء الأثرية، الوجهة المفضلة للسياح الأجانب في جنوب المملكة، فاتورة الحرب في قطاع غزة، حيث أغلقت عشرات الفنادق وسُرّح مئات الموظفين، وفق سلطة الإقليم.
وأفادت بيانات صادرة عن سلطة إقليم البتراء التنموي ونشرتها قناة “المملكة” الأردنية الرسمية اليوم الإثنين، بأن عدد الزوّار العام الماضي بلغ 457215، بانخفاض نسبته 61 بالمئة مقارنة بالعام 2023 عندما بلغ عدد الزوّار 1174137.
وقال المدير العام لهيئة تنشيط السياحة في الأردن عبدالرزاق عربيات الجمعة لقناة “المملكة” الأردنية “نلمس تداعيات العدوان على غزة بشكل يومي، خصوصا على مقدّمي الخدمات السياحية”، مشيرا إلى أن “السياحة الأوروبية والأميركية في أسوأ حالاتها ما انعكس بشكل سلبي على فنادق البتراء والأدلاء السياحيين والمكاتب والعاملين في القطاع والنقل السياحي”.
وقال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء فارس البريزات خلال اجتماع نيابي الأحد، إن “بترا من أكثر المناطق تضررا”، مشيرا الى إغلاق 32 فندقا مصنفا فيها، وفقد قرابة 700 موظف وظائفهم، إلى جانب تضرّر العاملين في الرواحل والحرف اليدوية والأدلاء السياحيين والمكاتب السياحية، وفق وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وشيّدت البتراء في العام 312 قبل الميلاد وهي معروفة بعمارتها المنحوتة في صخر وردي، كعاصمة لمملكة الأنباط العربية القديمة التي سقطت بيد الرومان عام 106 قبل الميلاد.
وأدرجت “المدينة الوردية” الأثرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو”.
ويضمّ الأردن عشرات المواقع السياحية التي تستقطب السياح، أبرزها بترا وصحراء وادي رم التي تشبه تضاريسها سطح القمر وجرش والمغطس حيث موقع عماد المسيح والبحر الميت الذي يعتبر أكثر منطقة اننخفاضا على سطح الأرض.
ويعتمد اقتصاد المملكة البالغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين وتشكّل الصحراء نحو 92 بالمئة من مساحة أراضيها، إلى حدّ كبير على دخلها السياحي الذي يشكّل نحو 14 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
ويعمل في السياحة في المنطقة المحيطة ببترا قرابة 1700 شخص من أدلاء سياحة وعاملين على سيارات كهربائية وجمال وخيول وحمير لنقل السياح داخل المدينة.
وكان القطاع بدأ بالتعافي خلال 2022 قبل الحرب في غزة وبعد انتهاء جائحة كورونا، إذ وصل عدد الزوار إلى أكثر من خمسة ملايين زائر، فيما بلغت الإيرادات منه 4.89 مليار دينار (حوالي 6.89 مليار دولار).
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ السياح يتجنبون زيارة منطقة الشرق الأوسط خوفا من توسّع النزاع إلى مناطق ودول أخرى. وقد عانى لبنان المجاور على خلفية الحرب في قطاع غزة، من حرب مدمّرة بين حزب الله وإسرائيل استمرّت قرابة السنة.
ميدل إيست أونلاين