السيسي: الشرق الأوسط أمام تحديات غير مسبوقة تحتل فيه الصراعات المشهد واستمرار حرب غزة تحد للشرعية الدولي.. ونرفض فصل غزة عن الضفة وندين انتهاكات إسرائيل بسوريا
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد تحديات “غير مسبوقة تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد”.
وأضاف في كلمته بافتتاحية قمة مجموعة الثماني التي تستضيفها القاهرة أن “استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يمثل تحديا لقرارات الشرعية الدولية”.
وتضم مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية: مصر وتركيا ونيجيريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش.
وتنعقد القمة حضوريا للمرة الأولى منذ 7 سنوات، حسب قناة “القاهرة الإخبارية”.
وتأسست المجموعة في تركيا عام 1997 وتهدف إلى تدعيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الدول الأعضاء.
وتناقش القمة سبل مواجهة المتغيرات العالمية الاقتصادية والسياسية المتلاحقة.
وتشهد القمة جلسة خاصة لفلسطين ولبنان، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء لبنان، نجيب ميقاتي.
ومن أبرز المشاركين بالقمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان الذي يزور مصر في أول زيارة لرئيس إيراني إلى القاهرة منذ 11 عاماً.
وأعرب السيسي عن رفض بلاده فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية المحتلة، وندد بانتهاكات إسرائيل المتواصلة في سوريا.
وأكد السيسي رفض القاهرة “لأي تصورات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس”.
واعتبر أن “ما حدث منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023/ بدء الإبادة الإسرائيلية) تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية”.
وأضاف: “تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين 45 ألف شهيد غالبيتهم من السيدات والأطفال، وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دوليين لقوا حتفهم أثناء تأدية عملهم، وتم تدمير أكثر من 70 بالمئة من البنية التحتية في غزة”.
الرئيس المصري شدد على “محورية دور وكالة (غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أن “حق العودة للشعب الفلسطيني لن يسقط بالتقادم”.
وأكد “ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ورفع العوائق الإسرائيلية أمام وقف الحرب”.
والأربعاء، أشارت القناة “12” العبرية، إلى إمكانية الانتهاء من تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة خلال أيام، رغم وجود نقاط خلافية لم تُحسم بعد، بينما أفادت وسائل إعلام مصرية الثلاثاء، بأن “هناك جهودا مصرية قطرية مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى الاتفاق”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
** لبنان وسوريا
وفيما يتعلق بلبنان، أكد السيسي “أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار في لبنان”، مشددا على ضرورة “تمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على كامل البلاد”.
وأشار إلى أن القاهرة حرصت “منذ وقوع العدوان (الإسرائيلي) على تقديم كل سبل الدعم الممكن للشعب اللبناني الشقيق”.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”، وارتكبت تل أبيب 249 خرقا له حتى الأربعاء، ما أسفر عن 30 قتيلا و37 جريحا، وفق إحصائية للأناضول.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن 4 آلاف و61 شهيد و16 ألفا و662 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية.
في السياق، قال الرئيس المصري في كلمته، إن “الأحداث الجارية في المنطقة أضحت خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية المعايير وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها، وتهميش لقواعد القانون الدولي”.
وفي الشأن السوري، أكد السيسي أن “سوريا تشهد انتهاكا صارخا لسيادتها مع استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي السورية مؤخرا، وشن اعتداءات على الأراضي السورية وإعلانها من طرف واحد إلغاء اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974”.
وأعرب عن “إدانة مصر بأشد العبارات تلك الممارسات، مؤكدة دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها”.
وأشار إلى “دعم القاهرة لكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة في سوريا بمشاركة الشعب السوري بكل مكوناته وشرائحه بدون إملاءات وتدخلات خارجية”.
في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وعلى إثر ذلك زعمت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا، واحتلت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، كما استغلت هذه التطورات وشنت مئات الغارات الجوية دمرت خلالها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية