السينما تجدد شبابها في سورية ودور السينما مغلقة !
دمشق ــ خاص :
تعيش دار الأوبرا بدمشق منذ يوم الاثنين الماضي 7(( كانون الأول)) تظاهرة سينمائية يشارك فيها عدد كبير من الشباب هواة السينما، وبطبيعة الحال لاقى هؤلاء دعما المؤسسة العامة للسينما التي احتضنتهم وهيأت لهم إمكانية إنتاج مشاريعهم السينمائية، في وقت يعجز فيه المواطن السوري عن تأمين قوت يومه ، ناهيك عن أنه أقلع منذ زمن طويل عن حضور الأفلام في صالات العرض المغلقة!
وتلاقي السينما لدى الشباب السوري موجة حماسة شديدة مردها يعود إلى حجم الأفلام التي يتابعها الشباب على حواسيبهم الشخصية بواسطة الأقراص المدمجة، وسيل الأفلام التي تعرضها القنوات الفضائية العربية وغير العربية، وتنعكس هذه الحماسة بالرغبة العارمة التي تجتاحهم عند الإعلان عن دورات تمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي يمكن أن يكون جسرا إلى النجومية والفن أو عند الإعلان عن قيام مهرجانات للشباب على طراز الخطوة الأخيرة لمؤسسة السينما .
ويشغل المهرجان سبعة أيام من أنشطة دار الأوبرا، ترافقها أنشطة ترويجية وفنية وتكريمية تضيف حراكا فنيا إلى النشاط، أما لجنة التحكيم فقد شكلت من السينمائي المعروف عبد اللطيف عبد الحميد (رئيساً) ـ محمد عبد العزيز (عضواً) ــ سعد القاسم (عضواً) ــ ميسون أبو أسعد (عضواً) ـ رجاء مخلوف (عضواً).. كما سيقوم المهرجان بتكريم الفنانين : رفيق سبيعي ـ نادين خوري ــ فادية خطاب ــ مدير التصوير منير جباوي ــ المخرج غسان شميط ـ مدير الإنتاج جورج بشارة ـ المونتير محمد علي ليلان..
وسيتم عرض أفلام قصيرة من أحدث إنتاجات المؤسسة هي “طابة أمل”، لـ ميار النوري, “الموسيقار” لـ عوض القدرو, “فقط إنسان” لـ ريم عبد العزيز, “أطويل طريقنا أم يطول” لـ ريمون بطرس, “صمت الألوان” لـ كوثر معراوي, ” أنغام الخط الشامي” لـ ريمون بطرس .
وتضم المسابقة الرسمية 26 فيلماً نقتبس ملخصا لعشرة منها من التقارير الصحفية السورية :
1- آدم: سيناريو وإخراج وصال أبو حامد ويحكي قصة طفل من أب عراقي وأم سورية، يفقد والده ونصف جسده، حين يتعرض لانفجار في سوق شعبي، ثم ينتقل مع والدته إلى سورية، ويمر بحالة اكتئاب، وشعور بفقدان كبير روحياً وجسدياً، هو مجرد استعراض لحالة إنسانية، تخيلتها المخرجة وقدمتها من دون حلول.
2- ألتيكو: سيناريو وإخراج: كندا يوسف ويتناول موضوع القمع الأسري والحرية غير الموجودة في الأسرة. يصور الأب المتسلط والديكتاتوري الذي ينفرد برأيه ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة من أمور العائلة. طريقة عرض الفكرة جميلة وغريبة بآن واحد.
3- أو سلبي: تأليف: سامر محمد إسماعيل، إخراج: أدهم نصر، الفيلم تدور أحداثه حول أب يحاول جاهداً الحصول على دم لابنته المريضة والموجودة في المشفى تحت عناية والدتها، فئة الدم التي تحتاجها الفتاة هي زمرة نادرة ومع ذلك فهي تحمل رمزية شديدة، فالمعروف عن «O سلبي» أنه معط عام، فهي زمرة الدم الكريمة التي تجود على الجميع ولا تبخل على أحد.
4- حبر الآن: سيناريو وإخراج المهند حيدر، وعن الفيلم يقول المخرج « كثيراً ما تسرقنا مشاهد الدمار والشوارع المتفحمة. لكن روح الإنسان تعيش رغم ذلك وسط خراب الهواء والأشكال والوجوه محاولة إيجاد شريك لها يؤنس وجعها. وربما.. تكون الكلمة هي ذاك الشريك المنتظر. ولكن ماذا لو كانت هذه الروح خليط بشر وأزمنة وانتظار؟ هل سيكون للشعر طريق وسط ذلك؟
5- حكاية يوم واحد: تأليف وإخراج ديما القائد، الفيلم وثائقي يتحدث عن أطفال مرض السرطان وأوضاعهم الصحية في ظل الحرب على سورية، وفي ظل العقوبات التي فرضت وأدت لفقدان عدد من الأدوية.
6- خط عسكري: سيناريو وإخراج داني غنّام، يعتمد الفيلم على تصوير الوطن وآلامه ومأساته بتجسيد مأساة لعائلة فقيرة تعاني البرد والقهر في ظل انعدام الحاجات الأساسية للحياة، وفي إشارة ضمنية إيحائية نشهد دلالة على أم العائلة لتكون مصدراً للدفء والحب والرعاية، وذلك في إسقاط مشهدي أن الوطن الأم هو الملجأ والمأوى، كما يصور الفيلم رحلة عامل نظافة خلال عمله اليومي وعبوره لحاجز عسكري وما يتخلل ذلك من أحداث.
7- خيطان: إخراج ولاء طرقجي، يتحدث الفيلم عن قصة رجل في الخمسين من عمره (شكيب)، كان يصنع دمى الماريونت، توقف عن ذلك، بسبب مروره بحادث جعله يفقد زوجته وابنته. يعيش في وحدته ولا يستقبل أحداً يطلب منه أحد أصدقائه أن يتدرب على صناعة الدمى، يرفض في البداية ولكنه يصر عليه ويقبل بذلك، تبدأ من هنا أحداث الفيلم لتأتي تلك الفتاة (نوار) وتعيد لشكيب حياته وخروجه من عزلته.
8- روزنامة: تأليف رامي كوسا إخراج ندين تحسين بك، يتناول الفيلم معادلة الموت والدمار والقتل مقابل الحب والسلم، تلك الجدلية الأزلية التي تعرض لمفهومين متناقضين للحياة.
9- سالي: سيناريو وإخراج: زهرة البودي يتناول الفيلم قصة حقيقية جرت مع إحدى العائلات النازحة من محافظة الرقة إلى محافظة اللاذقية في ظل الأزمة التي تعصف بسورية وذلك عن طريق شهادة الطفلة سالي البالغة من العمر عشر سنوات التي تروي حكايتها بكل براءة الطفولة، وتضيف إليها ما تعيشه اليوم وكيفية تجاوزها الأزمة عن طريق دعم الوسط المحيط لها في البيت والمدرسة والنشاطات الأهلية المتاحة.
10- صحوة وتر: سيناريو: تمارى المصري – غادة زغبور، إخراج غادة زغبور ويشدد الفيلم على أهمية الكنز الداخلي لدى كل منا، مؤكداً فكرة أن الجذور تبقى هي الأقوى والأشد صلابة، فتاريخنا وحضارتنا وآثارنا تشكل أعمدة من نور داخل وجدان كل منا فتمدنا بنسغ قوة وعنفوان يرفض الذل وبيع الضمير وإن كان الثمن حياتنا.
ومن المعروف أن المؤسسة العامة للسينما تحاول إعادة النبض لأنشطتها ومهرجاناتها الدورية ومشاركاتها العربية والعلمية التي أوقفتها الحرب وسياسة مقاطعة المؤسسات الرسمية السورية من قبل غالبية الأنشطة العربية.