الشخصية السودانية.. الأعمال الكاملة
في كتابه «الشخصية السودانية: الأعمال الكاملة»، الصادر في مارس 2019 عن دار المصوّرات بالخرطوم، يتناول الكاتب السوداني عمرو منير دهب الشخصية السودانية بالاستقصاء والتحليل من مختلف الزوايا بما يشمل ما هو اجتماعي ونفسي وثقافي وسياسي واقتصادي وفني ورياضي.
يضم الكتاب الذي صدر في ألف صفحة كلّ أعمال الكاتب عن الشخصية السودانية التي نُشرت خلال السنوات العشر الأخيرة، وهي ستة كتب: «جينات سودانية»، «على حواشي الشخصية السودانية»، «الشخصية السودانية بين الطيب صالح وحسن الترابي»، «حلفا والشخصية السودانية»، «من نحن؟ لا بد من السؤال»، و«الشخصية السودانية في عيون صفوتها».
اشتملت الكتب الخمسة الأولى على رؤية المؤلف عن الشخصية والهوية السودانية من زوايا مختلفة بحسب عنوان وتفاصيل كل عمل، وذلك بما يمكن إدراجه في إطار دراسات الشخصية الوطنية أو الشخصية القومية وإذا كانت الأبحاث المتعلقة بالهوية الوطنية والقومية رائجة، فإن دراسات الشخصية الوطنية والقومية لا تحظى بالقدر ذاته من الرواج، لكن دهب يذهب أبعد من ذلك إلى حيث يقول حول كتابه «جينات سودانية»، الذي ضمته «الأعمال الكاملة» إنه يتناول الشخصية السودانية من منطلقات أقرب إلى الجانب النفسي منها إلى الجانب الاجتماعي على غير ما هو دارج في الدراسات المماثلة عن الشخصيات الوطنية، لا سيما تلك التي تنطلق من خلفيات أكاديمية بحتة.
تتطلب دراسات الشخصية الوطنية قدراً من الجرأة إذا أراد الكاتب أن يقول جديداً ويتناول تلك القضية المعقدة بقدر من الموضوعية، وهذا هو التحدي الذي تواجهه الأعمال الكاملة عن الشخصية السودانية، تلك الشخصية التي ظلت تعتمل في أتون التشكّل على امتداد تاريخ السودان الطويل.
مقابل الكتب الخمسة الأولى ضمن الأعمال الكاملة، قام دهب في الكتاب الأخير «الشخصية السودانية في عيون صفوتها» باستطلاع آراء أكثر من خمس وعشرين (25) شخصية سودانية بارزة في الفكر والسياسة والدبلوماسية والاقتصاد والفن والرياضية ليدلي كلّ منها بدلوه حول الشخصية السودانية من خلال تجربته العملية كشخصية عامة في جانب بعينه من جوانب حياة المجتمع السوداني.
ومن بين الشخصيات المستطلعة الرئيس السوداني الراحل عبد الرحمن سوار الدهب، ورئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، والمفكر والدبلوماسي منصور خالد، والشاعر محمد المكي إبراهيم، والفنان علي مهدي، والموسيقار محمد وردي.
وإذ يتوجه الكتاب إلى القراء بصفة عامة، فإنه يعني أيضاً بصفة خاصة الباحث المهتم بدراسة الشخصية السودانية، وفي الوقت نفسه يمكن النظر إلى الكتاب بوصفه مرجعاً للمهتمين بدراسات الشخصية الوطنية والشخصية القومية على امتداد العالم العربي.
يُعد الكتاب إضافة إلى المكتبة العربية في هذا المجال الذي قلّما توجّه به الباحثون إلى القراء خارج إطار الدراسات الأكاديمية، وهو مجال بحثي واسع كان من رواده على المستوى العربي المفكر المصري جمال حمدان، والدكتور علي الوردي من العراق، والبروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم من السودان، تمثيلاً لا حصراً.
صحيفة البيان الإماراتية