الشمس تقلب جاذبيتها و«تُنقِذ» الأرض بنيران … تبرّدها! (المحرر العلمي أحمد مغربي)
المحرر العلمي أحمد مغربي
هل يصحّ رأي بعض علماء الفلك بأن دورات الانقلاب في حقل جاذبية الشمس (تتكرّر قرابة كل 11 عاماً) هي جزء من دورات أكبر تتناقص كل قرن، ما يجعل انقلاب حقل الشمس مقدّمة لعقود من البرودة الشديدة؟ إذا صحّ هذا الأمر، فهل يكون منقذاً للأرض من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تتهدّدها بكوارث شتى؟
في التفاصيل أن الشمس تشارف على قلب حقل جاذبيتها الهائلة، وهو يمسك بالكواكب السيّارة والأجرام التي تدور في فلكها، ما يجعل الأرض محطاً لـ «قصف» بنيران العواصف المندلعة من البقع الشمسية القويّة. إنها ضريبة كونيّة قاسية تدفعها الأرض مقابل وقوعها في منطقة «الجدائل الذهبيّة» في النظام الشمسي. وفي هذه المنطقة، تكون حرارة الشمس في وضع معتدل بالنسبة إلى الكوكب الذي يدور حولها، بمعنى أنها ليست حارقة بما يهدد الكائنات الحيّة في الكوكب، ولا تكون واهنة فتُغرِق الكوكب في برد قاسٍ يصعب أن تتلاءم الأشكال الحيّة معه. تقع الأرض على مسافة معتدلة من الشمس، فتزدهر على سطحها الحيّاة، لكنها تبقى مهددة بالقصف قرابة كل 11 عاماً، عندما ينقلب اتجاه حقل الجاذبية الضخم في الشمس رأساً على عقب، بالترافق مع اندفاع تدفّقات الحرارة المرتفعة والموجات الكهرومغنطيسية الضخمة، ضمن ما يُسمى «عواصف شمسية». وأثناء عبورها المسافة بين الأرض والشمس، تفقد هذه العواصف بعضاً من زخمها، ولا يحول هذا دون قدرتها على ضرب شبكات الاتصالات الخليوية والهاتفية والبث التلفزيوني، كما تؤثّر على الأقمار الاصطناعية، ويصل تأثيرها إلى الشبكات الكهربائية الضخمة (كتلك الموجودة في الولايات المتحدة)، بل أنها ترفع الحرارة في الغلاف الجوي للكوكب الأزرق.
نيران البرودة!
على رغم هذا المشهد الحارق، يعتقد بعض علماء الفلك بأن دورات الانقلاب في حقل جاذبية الشمس، هي جزء مما يُسمّى «دورة غليسبرغ»، ومداها 100 سنة، يحدث خلالها تناقص تدريجي في البقع الشمسية، ما يوصل إلى وضع تنخفض فيه الحرارة المنبعثة من الشمس، فتدخل الأرض في عصر جليدي صغير. ويضرب هؤلاء العلماء مثلاً على صحة رأيهم بالعودة إلى حقبة «ماوندر المتدنيّة» التي تسيّدت المناخ بين عامي 1645 و1715، مترافقة مع فصول شتاء فائقة البرودة في أوروبا وأميركا الشمالية.
هل يكون انقلاب الشمس عام 2013 مؤذناً بدخول الأرض إلى برودة ربما تنجيها من ظاهرة الاحتباس الحراري؟
هل تعالِج الشمس ما أفسدت يد النشاط البشري المتّسم بتلوث الغلاف الجوي، الذي رفع حرارة الكوكب الأزرق إلى حدود كوارثية؟