الشيخوخة والشباب
الأب لا يجد في أخريات أيامه في قلب ولده الفتي من الحنان والعطف ، والحب والإيثار ..
ما يجده في قلب ابنته ، فهي التي تمنحه يدها عكازاً لشيخوخته، وقلبها مستودعاً لأسراره ، وهي التي تسهر بجانب سرير مرضه ليلاً كي تسمع أنفاسه ، وتصغي إلى أنّاته ، وتحرص أن تفهم من حركات يديه ، ونظرات عينيه حاجاته وأغراضه !
لا أنكر عليكم معشر الأبناء أن شبابكم أعظم قوة ونشاطاً ، وأقوى عزيمة من شيخوختنا ، ونعتب عليكم احتقاركم لنا ،وعدم الاهتمام بنا، واختلافكم معنا في العديد من الأمور.
يا أبنائي جميعاً :كنت معكم حين ولدتم ، فكونوا معي حين أموت ، أنا لست مقبلاً على الحياة ، لكني أنتظر الموت !
اذكروا أنه سيأتي عليكم ذلك اليوم الذي أتى علينا ، وأنكم ستكرهون فيه أن يعاملكم أبناؤكم وأحفادكم بمثل ما تعاملوننا به اليوم ، فاتقوا الله فينا ، وفي شيخوختنا فنحن آباؤكم ، وغداً أنتم آباء لأبنائكم.