الصاعقة

لن أدخل طبعا في تحليلات ومهاترات وترهات فوز ترامب الذي كان مفاجأة مدوية للعالم أجمع .. لأن الصحافة والإعلام والمحليين والمنجمين والسياسيين كفوا وأوفوا هذا الحدث أكثر من حقه خاصة بالقدح والذم والتنديد والاستنكار .. لتستوقفني حالة أصبحت مكررة أو موضة المرحلة ، وهي موضة :

(( ان لم أكن أنا أو ما أريد فسأحرق الأخضر واليابس وكل من يخالفني الرأي وأحاربه بكل ما أملك من عدة وعتيد )) هذه النقطة التي أريد أن أستعرضها لأنها فعلا أصبحت مدعاة للتأمل وإعادة النظر …

فاليوم استغرب فعلا من كل ديمقراطي يطالب بالحرية وبالديمقراطية والتشاركية .. ولكن بنفس الوقت يعتبر أنه هو وحده الصح، ورأيه الصح ، و كل من يخالفه الرأي ولا يتفق معه فهو إما غبي أو مغسول الدماغ أو أهبل .. ويعتبر النصر حق مكتسب !! اما نصر غريمه فهو ظلم كبير وخطأ رهيب يجب رفضه ومقاومته و محاربته بشتى الوسائل.

عفوا .. !!!

طالما غريمك ربح بطريقة نزيهة ديمقراطية ، لا تزوير فيها، فالديمقراطية تقتضي :

أولا : تقبل الهزيمة بروح رياضية … واحترام فوز الغريم ..

ثانيا : اعطاء الغريم فرصة .. وبعدها الحكم عليه ..

ثالثا : عدم الاصغاء بشكل أعمى للإعلام الذي أثبت كذبه الفاحش .. وتسويقه لأفكار مغلوطة وتبنيه لوجهات نظر محدودة.

رابعا: وبعد فرصتين متتاليتين حصلت عليها .. يحق لخصمك أخذ فرصته أيضا وإلا تحولت الديمقراطية الى سياسة إقصائية غير ديمقراطية وهي ما نعرفها (( بالديكتاتورية. ))

لأتذكر تعليقا بسيطا ذكره أمامي أحد الأصدقاء وهو أن صديق أفروأميركي أخبره أن أهله ذكروا له أن ترامب كان يوزع نقودا للناس حتى تنتخبه فسأله صديقي ان كانت هذه النقود كاش أو موضوعة في سندويشة الفلافل!!

أنا لست هنا لأدافع ولا لأهاجم . أنا مجرد مراقب … !! وأعبر عن رأي أتمنى ألا يضيع في زحمة التعصبات والمهاترات .. والتي على ما يبدو ليست حكرا على عرق أو نظام أو شعب محدد بالذات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى